كذب المحدثون .. وصدق رسول الله ..

إن الأحكام في شريعة الإسلام تستمد من كتاب الله كمصدر أول ولا تقديم لأي مصدر كان على كتاب الله حتى لو كانت بضع روايات صح سندها  عندما ادعى أصحابها أنها عن رسول الله .

وكما إن إنكار السنة بالكلية ضلال كبير ,,  فتقديم السنة أو أقوال العلماء على كتاب الله ضلال أكبر ..

وعندما نقول "السنة"  هنا فنحن نوردها كمصطلح مجازي ولا نقصد إطلاقاً سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام..

ولكن نقصد به ما ورد عند البخاري وغيره "منسوباً" الى رسول الله ...

فالبخاري عندنا شيء ..والرسول شئ آخر .

وللأسف فالبعض يعتقد أن كتاب الله أكمل بواسطة الأحاديث التي قام البخاري والكليني وغيرهما بجمعها ، وبهذا الإعتقاد نقول أنه لولا البخاري لضاع الدين !! وأن كتاب الله  ناقص "والعياذ بالله" لأنه لا إكمال في كمال .. بل الإكمال يكون في النقصان.

ونسينا أو تناسينا كيف عاش المسلمون قبل أن يولد البخاري نفسه !!

بل نسينا قوله تعالى (افغير الله ابتغي حكما وهو الذي انزل اليكم الكتاب مفصلا )

و قوله تعالى (وما لكم الا تاكلوا مما ذكر اسم الله عليه وقد "فــصــل" لكم ما حرم عليكم)

وقوله تعالى  (وهذا صراط ربك مستقيما قد " فـصـلنـا "  الايات لقوم يذكرون )

وقوله تعالى (ولقد جئنهم بكتاب "فـصـلـنـاه"  على علم هدى ورحمة لقوم يؤمنون)

وقوله تعالى (كتاب  "فصلت"  اياته قرانا عربيا لقوم يعلمون )

وقوله تعالى (الر كتاب احكمت اياته ثم "فصلت" من لدن حكيم خبير )

ويكفي قوله تعالى (وكل شيء "فصلناه" تفصيلا).

بالرغم من هذا كله إلا أنهم يتحدون الله .. ويسألونك عن الصلاة مثلاً .. لماذا لم تفصل في كتاب الله !!

أو لماذا لم يذكر الله نصاب الزكاة !! وذلك ليثبتوا أن القرآن أحوج ما يكون الى  كتب الترتاث والمرويات والتاريخ النبي  والتي جمعها البشر عن رسول الله بعد مئات السنين !!و هولاء إنما  يسعون في كتاب الله معاجزين وصدق قوله تعالى فيهم (والذين يسعون في اياتنا معاجزين اولئك في العذاب محضرون) !! 

لذا .. فلا إنكار للتاريخ النبوي ولا إنكار لما قدمه أخرجه لنا المحدثون من إرث تاريخي عظيم لكن خلافنا في تشريع ما أتو به .. بل الكارثة في تقديم ما أجتهدوا في الإتيان به على كتاب الله !!

وللأسف ، فقد وقعنا في المحظور .. وقدمنا ما ورد في ما سمي بـ(الصحاح) على كتاب الله !!!

وما حد الرجم الى خير دليل على ذلك !! وأتحدى أياً كان أن يأتي بحد الرجم من كتاب الله !!

ناهيك عن حد الردة المزعوم وقد قال الله تعالى : (لا إكراه في الدين ) !!

وعذاب القبر الذي لا أصل له في كتاب الله بل بالعكس نجده في قوله تعالى (قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا) مما يؤكد أن القبر أو الحياة البرزخية مجرد مرقد ومرحلة انتقاليه بين الحياة الدنيا والآخره  !!

كذلك صكوك الجنة التي ادعى أهل الحديث أن رسول الله قد منحها لعشرة من أصحابه بينما نقرأ قوله تعالى (قل ما كنت بدعا من الرسل وما أدري ما يفعل بي ولا بكم إن أتبع إلا ما يوحى إلى) وقوله تعالى (قل لا أملك لكم نفعا ولا ضرا ولو أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء)  ... ...و القائمة تطول .

لذا لزاما أن نرفع من مقام النبوة عن هذه الأحاديث المنسوبة  الى رسول الله والتي تناقض كلام الله تعالى وهو يعلم جيدا قوله تعالى (ولو تقول علينا بعض الأوقاويل لأخذنا من باليمين ثم لقطعنا منه الوتين فما منكم من أحد عنه حاجزين)
أننا لا ننكر سنة رسول الله لكننا "نفلترها" .. وميزاننا في ذلك كتاب الله وليس تأويلات من اجتهد من علماء البشر .
إن ما ورد عن رسول الله هو إرث عظيم نأخذ منه الأسوة الحسنة التي أمرنا الله بها وهي التبصر في كيفية تطبيق نبي الله بعلمه النسبي كتاب الله المطلق في ذلك العصر الذي عاشه هو وصحابته. وأقول كما فعل النبي "وليس عين ما فعل ..
 وإذا كان هناك أمور في صدر الإسلام نعتبرها مفيدة ليومنا هذا  أخذنا بها ولا حرج،
وإذا كانت لا تفيدنا تركناها أيضاً  دون حرج...
ونحن قادرون أيضا  قادرون أن نتحرك ونجتهد ضمن حدود الله التي وردت في كتاب الله بفضل القاهدة المعرفية التي وصلنا إليها ... و لو احتجنا إلى أقوال النبي الى هذه الدرجة فسنجدها في كتاب الله .. وسنجد أن الذي يجيب هو (( الله سبحانه )) .. حيث وردت ثلاثة عشرة آية تبدأ بقوله تعالى (يسألونك) ... (قل) !!

يقول تعالى ...

يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج ....الآية

يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل........الآية

يسالونك ماذا ينفقون قل ما انفقتم من خير فللوالدين والاقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل........الآية

يسألونك عن المحيض قل هو أذى ........الآية

ويسالونك عن اليتامى قل اصلاح لهم خير  ........الآية

يسالونك ماذا احل لهم قل احل لكم الطيبات ........الآية

يسألونك عن الروح قل........الآية

يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله .......الآية

يسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي ....الآية

يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير ...الآية

يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ...الأية

يسألونك عن ذي القرنين قل........الآية

يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا * فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا * إِلَى رَبِّكَ مُنتَهَاهَا * إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشَاهَا

وفي إعتقادي أن المشكلة تكمن في فهمنا نحن للإسلام .. فعندما نريد أن نفهم الإسلام نرجع من القرن الواحد والعشرين في طريقة تفكيرنا إلى عهد النبي و الصحابه والتابعين في القرون الوسطى أي أننا نريد أن نفكر كما فكر الصحابة والتابعين !! ثم بعد ذلك ننتقل من القرن السابع إلى القرن الواحد والعشرين لنقدم إسلام القرن السابع في القرن الواحد والعشرين !! في هذه العملية يتم تشويه التاريخ والتطور والزمان والمكان..

وينتج لدينا إسلام خيالي مشوه ..

مسخ ..

يعيش في فراغ ..

خارج التاريخ ..

ودين لا علاقة له بالحياة بل هو خارج الحياة...