الخميس، 17 نوفمبر 2016

الصَّابِئَةُ ، مَا الْصَّابِئَةُ !! وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْصَّابِئَةُ!!


بِسْمِ الحي العَظيمِ
اسبحك ربي بقلبٍ طاهرٍ ﴿١ أيها الحي العظيم ﴿٢ المتميز عن عوالم النور ﴿٣الغني من كل شيء ﴿٤ الغني فوق كل شيء ﴿٥ نسألك الشفاء والظفر ﴿٦ وهداية الجنان ﴿٧وهداية السمع واللسان  ﴿٨ونسألك الرحمة والغفران ﴿٩ آمين ياربنا  يارب العالمين ﴿١٠
تلك كانت آيات فاتحة الكتاب المقدس للصابئة المندائية (كنزا ربا) !! تلك الديانة التي يؤمن أتباعها بأنها أم الديانات فيما يعتبرها كثير من علماء الأديان من أقدم الملل الموحدة التي عرفها التاريخ. حيث عرفت هذه الديانة  وانتشرت في اراضي الهلال الخصيب  قبل أن تُعرف الديانة المسيحية وما يزال بعض من أتباعها موجودين في العراق وإيران إلى يومنا هذا حيث يطلق عليهم اسم الصابئة المندائية او المندائيون و باللهجة العامية العراقية " ألصبة ".


إن ما دعانا للبحث في هذه الديانة هو ذكرها الذي تكرر في  ثلاث مواضع من القرءان!! حيث ذكرت في آيتين بالثناء مع الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) البقرة 62 ، وفي سورة المائدة أيضاً (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالصَّابِؤُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) . والموضع الأخير فكان في سورة الحج وفيها قال الله بأنه سيحكم بين هذه الملل وملل أخرى كاليهودية والنصرانية والمجوسية أو الزرادشتية (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) (سورة الحج 17). 

ولكن، بالرغم من ذلك إلا أنه قد اختلف المفسرون والمؤرخون (كعادتهم) في تعريف من هم الصابئة !! فقال قوم من المفسرين أنهم من أهل الكتاب، وقال آخرون هي ديانة إبراهيمية نظير التشابه الكبير في شعائرهم التعبدية مع اليهودية والنصرانية؛ إلا أن قبلتهم نحو الشمال!! وقال البعض أنها ديانة بين اليهودية والزرادشتية. فيما قال أخرون أنهم قوم يعبدون الملائكة، ويصلون إلى القبلة، ويقرأون الزبور، ويصلون الخمس، و أورد الطبري عدة أقوال أخرى والثابت لديه أنهم قوم موحدون ولكنهم يعتقدون بتأثير النجوم على الطبيعة والإنسان. 
إن هذا الإختلاف في أمر الصابئة  وتحديد طبيعة طقوسهم وماذا يعبدون يلخصه  قول ابن القيم في كتاب التفسير القيم  بقوله  "وقد اختلف الناس فيهم اختلافاً كثيراً، بحسب ماوصل إليهم من معرفة دينهم"  ولكننا وفي ملخص مراجعاتنا لكتب التفسير نجد  شبه إجماع (باستثناء تفسير الجلالين وتفسير ابن كثير) أن الصابئة قوم مشركون يعبدون الكواكب أو الملائكة. أو هم أصحاب عقيدة انحرفوا بها عن أصل سماوي. ومن المفسرين من ظن أنهم قوم باقون على الفطرة التي خُلق عليها آدم.

 

وفي الحقيقة ، إن المتبصر في تلك الأقوال يكتشف مدى التناقض الذي صنعه المفسرون السابقون للقرءان عندما ظنوا أن الصابئين من عبدة النجوم. فعبدة النجوم والملائكة لا يمكن أن يكونوا مقبولين عند الله، وأن يوصفوا بانهم "لاخوف عليهم ولا هم يحزنون" في آيتين مختلفتين.  فالله سبحانه لايغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك.
. ولكن لم ينتبه أصحاب هذه الآراء أن الصابئين مقبولون عند الله وعلى عقيدة صحيحة وهم على صابئيتهم كبقية أتباع الملل الأخرى  وإلا لما استحقوا أن يكونوا مع الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى الذين لا خوف عليهم ولاهم يحزنون!! ما أطاعوا الله وآمنوا باليوم الآخر وعملوا صالحاً. فكيف جعلوهم عبدة كواكب وعبدة ملائكة!!
ولكن ابن كثير (المؤرخ والمفسر المعروف) أورد قولاً مختلفاً -جدير بالذكر- وهو "أن الصابئين أهل دين من الأديان كانوا بجزيرة الموصل يقولون "لا إله إلا الله" ، لباسهم البياض ويصومون ويتوضؤون قبل كل صلاة كما يتوضأ المسلمون "!! ويعود ابن كثير لينقل عن القرطبي أن الصابئة قوم تركب دينهم بين اليهود والمجوس (الزرادشتية ) ولكنهم موحدون .وأخيراً يسجل رأيه في ذلك فيقول: "إن الصابئة ملة مستقلة ليسوا على دين اليهود ولا النصارى ولا المجوس ولا المشركين، إنما هم قوم باقون على فطرتهم فطرة الاسلام". وهذا القول ينسجم كثيرا مع صيغة الثناء التي ذكروا بها في كتاب الله.

الصابئة في اللغة.
يورد اللغويون فعل صبأ  في معاجم  اللغة على أنها كلمة عربية وتعني مال عن دين إلى سواه. أو خرج من دين إلى دين ، مع أن كلمة صبا ليست من أصل عربي!! ولا هي من صبى العربية. حيث أن المتأمل بمعاني كلمة صبى العربية يجد أنها وضعت أصلاً لتعني بزوغ الشيء. وصبأ النجم أي طلع ، وطلوع السن والناب والظلف. أو الصِبا وصِغر سِنّ وحداثة  وهي كلها أمور جميلة ينتظرها الناس بفارغ الصبر. ولا علاقة لها  بخروج المرء عن الدين ولكنها معاني توهمها المفسرون فتبعهم في ذلك بعض اللغويين.

وإذا استثنينا المعنى الذي تأثر به اللغويون بمفسري القرآن وهو أن معنى (صبا) أي الخروج من دين إلى دين لما أمكن أن توجد علاقة بين كلمة صبى العربية والخروج من الدين أو الميل عن دين الحق . ويبقى احتمال واحد فقط ، أن فعل "صبأ" يدل على أصل الجنس (الديانة الصابئة) كقولنا أسلم فلان حين أصبح من المسلمين وتنصر فلان حين تحول للنصرانية. وإذا كانت الديانة الصابئية معروفة قبل الإسلام وعند نزول القرءان فما الذي يمنع استخدام المشركين لها حين رأوا تشابهاً في الطقوس والعبادات بين ما كان يفعله محمد وصحابته والصابئين؟!!
 حيث اعتقد المشركون أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أعتنق دين الصابئة فقالوا صبأ محمد ! وكذلك قال ابن الغيطلة  في أبو لهب ،عندما سبّ ابن الغيطلة النبي - صلى الله عليه وسلم فأقبل عليه أبو لهب فنال منه ، فولّى وهو يصيح: يا معشر قريش صبأ أبو عتبة!!  

إن كلمة صبا في الحقيقة هي كلمة آرامية (وتنطق سبه) ومعناها  سبح في الماء أو اغتسل به. فالصابئة هنا هم أتباع يحيى بن زكريا من بني إسرائيل. ولكن الصابئة بفرقها المتعددة قد تلاشت ولم يبق منها إلا فرقة واحدة هي الصابئة المندائية "والتي تعتبر يحيى عليه السلام نبياً لها" .

لقد أخذ الصابئون إسمهم من تقاليد توبتهم على يد نبي الله يحيى ابن زكريا (يوحنا المعمدان) وذلك بالتعميد بالماء. وهذا يقودنا إلى فهم ما قصد به المشركون عندما وصفوا النبي محمد بالصابيء. فقد علموا أن من يدخل في دين محمد يبدأ إسلامه بالاغتسال والتطهر من الشرك!! والوضوء قبل كل صلاة بغرض الطهارة. فربطوا بين هذا الإغتسال والاستحمام في الجنابة  والوضوء قبل كل صلاة وبين طغيان الماء في شعائر وطقوس الصابئة في التعميد الذي استمد من تعميد النبي يحيى للتائبين على يديه بالماء كما فعل عندما قام بتعميد يسوع المسيح في نهر الأردن. فقول المشركين عن المسلمين صابئة مأخوذ من اسم صابئة يحيى او المغتسلة كما تسميهم بعض المراجع وليس من الكلمة العربية صبأ التي تعني طلع النجم.


هجرة  في دين الصابئة؟              
تعمدنا في رحلتنا هذه للرجوع الى مصادر الطائفة نفسها دون الإعتماد على أقوال من لا ينتمون إلى الصابئة وذلك للتعرف عليها ودراستها بشكل حيادي ومنصف أكثر.  ولكن في البداية يجب أن نعرف أن هناك طائفتين للصابئة، وهما الصابئة المندائية وصابئة حران، وبالرغم من  تضارب الأراء مابين مؤيد ورافض لفكرة ان صابئة حران هم امتداد للصابئة المندائية الموجودين في بطائح العراق. إلا أن السواد الأعظم من الباحثين يرى  أن الصابئة كانوا يقيمون في القدس وبعد ميلاد اليسوع طردوا من فلسطين فهاجروا إلى مدينة حران شمال سوريا ومن حران هاجروا إلى موطنهم الحالي في جنوبي العراق واقليم الأحواز في إيران حيث يعرفون بصابئة البطائح . ويعد الصابئة المندائيون هم الطائفة الوحيدة الباقية إلى يومنا هذا.
أما اللغة التي ينطق بها الصابئة فهي اللغة المندائية إحدى اللغات المشتقة من اللغة الآرامية (إحدى اللغات السريانية المشهورة في الزمن القديم) ويعتقد المندائيون إن لغتهم  هي التي يتكلم بها سيدنا آدم عليه السلام. ولكن اصبحت الآن تستخدم كلغة طقسية تنحصر في الشعائر التعبدية فيما تعد (الرطنة) هي اللهجة الدارجة من المندائية التي يستخدمها عامة المندائيين في الحياة اليومية رغم أنها على حافة الانقراض أيضاً حيث قل استخدامها في الحياة اليومية بشكل كبير, وانحصر استخدامها لدى مندائيو الأهواز في حيث يستخدم مندائيي العراق اللهجة العراقية الدارجة في حياتهم اليومية. 
من خلال البحث الألكتروني عن الصابئة المندائية Sabians أو Mandaeism  وجدنا أن هناك عدة مواقع رسمية وغير رسمية لهم ولكن أعتمدنا في بحثنا هذا بشكل أكبر على المواقع التالية:
- الشبكة المندائية http://www.mandaee.com  .
- موسوعة العيون المعرفية وتجمع فيها معظم كتب ومخطوطات الصابئة المندائيين الدينية باللغة المندائية والعربية http://www.mandaeannetwork.com/mandaean/ar ).
- موقع الجمعية الثقافية المندائية في لاهاي –هولندا (http://mandaeans.page.tl ).


إذاً ،، من إله الصابئة؟
يؤمن الصابئة بوجود الإله الخالق الواحد الأزلي الذي لا تناله الحواس ولا يفضي إليه مخلوق ، وهو "الحي العظيم الذي أنبعث من ذاته وبأمره وكلمته تكونت جميع المخلوقات والملائكة التي تمجده وتسبحه في عالمها النوراني، كذلك بأمره تم خلق آدم وحواء من الصلصال" (من كتاب تعاليم ومواعظ النبي يحيى)
يعتقد  الصابئون أن دينهم أقدم الأديان على وجه الأرض وأنه أنـزل بأمر ملك النور على ( آدم وحواء ) وهو باق منذ تلك الأزمنة إلى يومنا هذا ". كما يؤمن الصابئون بأن الله أرسل الرسل الى الناس لتبليغ رسالته وأولهم آدم ثم شيث وادريس ونوح وسام بن نوح، وآخرهم نبيهم الذي أرسل إليهم يحيى بن زكريا (يحى المعمدان).


الكتاب المقدس ( گِنزا ربا)
كتاب الصابئة المقدس هو (گِنزا ربا)  أو الكنز العظيم، ويسمى أيضاً (سدرا ربا). ويعتقدون أنه يجمع صحف آدم وشيت وسام "الصُّحُف المُكرمات" التي انزلها الله واوحى بها إلى انبياءهِ ورسلهِ الذين بعثهم في القُومِ الصَّابِئِينَ ، مِن خلالِ أمين الوحي الرَّسول گيبْرَائِيل عليه السَّلام ( گيبْرَائِيل/ جِبْرَائِيل / جِبْرِيل ) ، وانزل الله سبحانه صُحُف هذا الْكِتَاب الْمُبَارَك لِتكون هادية للصَّابِئِين المُؤمنين وتبين لهم أحكامه وأوامره الشَّرعيّة ، ولِتكون لهم تعاليم هذه الصُّحُف الْمُبَارَكات نبراساً لِلعلمِ والمَعرفةِ ومنبعاً لِلحكمةِ والعَدلِ والسَّلامِ .

من ناحية أخرى ، يؤمن المندائيون بعدد من الأنبياء ويقولون بأن الله قد أوحى لهم بتعاليم المندائية وهم : آدم ، شيت بن آدم (شيتل) ، سام بن نوح ، يحيى بن زكريا (يهيا يوهنا)ولكن اسمهم ارتبط بالنبي إبراهيم الخليل عليه السلام، الذي عاش في مدينة آور السومرية ـ مدينة إلهة القمر إنانا ـ منتصف الألف الثالث قبل الميلاد، وكان إبراهيم عليه السلام أول من نبذ الأصنام ودعا لرب واحد عظيم القدرة أطلق عليه السومريون اسم [ لوگـال ـ ديمير ـ آن ـ كي ـ آ ] ملك آلهة ما هو فوق وما هو تحت [ رب السماوات والارض] .

آمن الصابئة المندائيون بتعاليم إبراهيم عليه السلام واحتفظوا بصحفه ومارسوا طقوس التعميد التي سنها لهم واستمروا عليها إلى يومنا هذا.
وقد هاجر قسم منهم مع النبي إبراهيم إلى حران والقسم الآخر بقي في العراق ، وقد عرفـوا فيما بعد بـ [ناصورايي اد كوشطا ] أي حراس العهد الذين أسسوا بيوت النور والحكمة [أي ـ كاشونمال ] ـ بيت مندا او (بيت المعرفة) فيما بعد ـ على ضفاف الانهار في وادي الرافدين لعبادة مار اد ربوثا ( الله ـ رب العظمة)، واتخذوا من الشمال (اباثر) الذي دعاه السومريون (( نيبورو )) قبلة لهم لوجود عالم النور ( الجنة).


أركان الدين الصابئيى خمسة !!
أول أركان الدين الصابئي التوحيد بالحي الأزلي واحد أحد ( سهدوثا ادهيي )، الوضوء والصلاة ( ارشاما وصلوتا) ، الصدقة والزكاة (زِدْقَا وَطَبْوُثَا). الصوم ( صوما ) ، والصباغة والتطهر ( مصبتا وطماشا).

الركن الأول: التَّوْحِيدُ وَالشَّهادة لِلحَيِّ الْعَظِيمِ ( اهْدوثا وسَهْدُوثَا اِدْ هَيِّي رَبَّا )
 حيث يُمثل ركن التّوحيد جوهر الإيمان والرُّكن الأسَاسي والأول مِن ارْكان العِبادة في الشَّريعةِ الصَّابِئِيَّة ، ويتحقق ذلك مِن خلالِ الأعتراف بِوجودِ الله الحَيّ العظيم. حيث جاء في نص صُحُف كِتَاب الصَّابِئَة الْمُقَدَّس "الكنز العظيم" ( الله هُوَ الْحَيُّ الْعَظِيم ، لَا شَرِيكَ لَهُ فِي سُلْطَانِهِ ، وَلَا صَاحِبَ لَهُ فِي صَوْلَجَانِهِ ، هُوَ الْمَلِكُ مُنْذُ الْأزَلْ ، ثَابِتٌ عَرْشُهُ ، عَظِيمٌ مَلَكوتُهْ ، لَا أبَ لَهُ وَلَا وَلْد ، وَلَا يُشاركهُ مِلكَهُ أحَدْ ، مُبَارَكٌ هُوَ فِي كُلِّ زَمَانْ، مَوْجُودٌ مُنْذُ الْقِدم ، بَاقٍ إِلَىٰ الْأبَدْ).

الركن الثاني: الوضوء والصلاة ( ارشاما وصلوتا )
يُعد رُكن الوضُوء والصَّلاة احد الأرْكانِ الأسَاسيّة لِلعبادةِ في الدّينِ الصَّابِئِي ، حيث يُصلي الصَّابِئُونَ في اليومِ خمس مرات ، ويسبق كل صلاة الإِرْتِسَامَ لله، وتعني في اللغةِ أَطَاعَ الله وخشيه وامتثل أوامره، والغْاية من الرِّسَامةِ هي التّهيؤ لِاقامةِ الصّلاة من خلالِ إرتداء اللباس الأبيض المَعروف بـ ( رَسْتَا ) والتّطهر ومن ثم التّوضوء والإرتسام بِالماءِ . ثم يولي الصابئي وجهه الى الشمال حيث عالم النور ( آلما إد نهورا ) ، مسبحا لربه واقفاً، وساجداً عند ذكر كلمة السجود .


أما عدد ومواقيت صلوات الصابئة المندائية فهي نفسها عند المسلمين ، فبعد أن يؤدي فريضة الوضوء يصلي خمس مرات كما جاء في  الكنزا ربا: (مع انفلاق الفجر تـنهضون * وإلى الصلاة تـتوجهون * وثانية في الظهر تـصلـّـون * ثم صلاة الغـروب * فبالصلاة تـتطهر القلوب * وبها تغـفـر الذنوب) كذلك قال الرب ليحى بن زكريا في  الكنزا ربا ( علمهم الصلاة تقيمونها مُسبحّـين لملك النور السامي ثلاث مرات في النهار ومرتـّـين في الليل) كنزاربا. إذاً، هي خمس صلوات، ثلاث في اليوم (الفجر والظهر والعصر) وصلاتين في الليل  (المغرب والعشاء) .

لقد حض الكنز ربا على الصلاة وفرضت متطلباتها وإصول إقامتها. وتمتاز الصلاة الطقسية بكونها عبادة يحددها الشرع ويقوم بها المؤمنون جماعة أو فرداً. وعلى المتعبد أن يحضر الصلاة في حالة الطهارة حسبما ينص الشرع . وعليه أن يصلي باللغة المندائية . فالصلاة على هذه الصورة المنظمة ليست طلباً إلى الرب الحي العظيم أو دعاء فقط بل هي ذكر الحي العظيم كثيراً، وتصاحب الصلاة المندائي من سن التكليف الديني إلى الوفاة
.





الرُّكْنُ الثَّالِث: الصّوم ( صَوْمَا)
يعتبر الصّوم عند الصَّابِئةَ الركن الثالث ومن خيرةِ الاعمال وافضلها واصلحها ، ويمارس الصوم بغية التّقرب إلى اللهِ وطلب مرضاته ، فيلتزم كل مندائي بالغ بأوقات الصيام  حيث جاء في كتاب "كنزا ربا " المقدس (صوموا هذا الصيام العظيم ولا تقطعوا عنه حتى تفارق أنفسكم الجسد ) .
ينقسم الصّوم إلى قسمين، يكمل احدهما الآخر ، الأول هو الصيام العظيم ( صوما ربا ) ويشمل إلتزام وصايا السلوك الأخلاقي بمعنى الإمساك عن أي فعل سيء يؤذي الآخرين.
أما الصيام الثاني ذو المواقيت الدورية فيحرم فيه تقديم الطقوس الدينية الرئيسية لطول اليوم "نهاره وليله" والحاجات لمساعدة الآخرين، والتفكير بمن هم أفقر وأضعف منا بروح التوبة والإستغفار والإهتداء إلى ملك النور السامي . ولا يتناول المندائي فيها أي لحم أو المنتجات الحيوانية " لبن، جبن ، بيض ، حليب ..وإلخ " . يحدد أيام هذا الصيام ب (36 ) يوماً متفرقة على أيام السنة . منها اثنان وثلاثون يوماً (إمساكات ثابتة)  تعتمد على  التقويم الصابئي الشمسي وأخرى أربعة أيام أو (إمساكات متحركة) لأنها تعتمد على التقويم القمري. حيث يعتقد الصابئة بصحة التاريخ الهجري الضابط للتقويم القمري ويستعملونه للإمساك في الأيام الأربعة المتحركة. وهي كالتالي: اليوم المُتحرك الاول هو يومِ عرفات ( عَرَفَتا : عَرَفَات ، عَرَفَة ) ، ويقع هذا اليوم في التَّاسعِ من الشّهرِ القمري برك (التَّاسع من شهرِ ذي الحجة). ثم يليه اليوم المُتحرك الثّاني الذي يدعى بيومِ القربان او يوم الأَضاحِي ( قِرْبَاتَا : الْقُرْبَان ، الْأُضْحِيَّةَ ) ويقع في العَاشرِ من شهرِ برك القَمري (العَاشر من شهرِ ذي الحجة)، ثم يليهما اليوم المُتحرك الثّالث يوم الإمساك الذي يُدعى عند الصَّابِئَة بـ ( اشْفَاطا : إِمْسَاك ، إِسْتِهْلال ، إِبْتِدَاء) والذي يقع في اولِ ايام الشّهر القَمري ناتق (الاول من شهرِ رمضان) ؛ وآخرها اليوم المُتحرك الرّابع ، الذي يدعى عند الصَّابِئِينَ بيوم الإنتهاء ( إلْغَاطَا : اِنْتِهاء ، إلْغَاءـ إتمام) ، والذي يقع بِاليومِ الأول من شهرِ واغل القمري (اليوم الأول من شهرِ شوال) ، والمَعروف حالياً بِاولِ ايام عيد الفطر.
 (هامش: يدعي الصابئة أن ظهور النبي محمد عليه الصلاة والسلام مذكور فى كتبهم)

الركن الرابع: الصَّدَقَةُ وَالْإِحْسَانُ (زِدْقَا وَطَبْوُثَا)
ايتاء الصَّدقات عند الصَّابِئِينَ تتم من خلالِ مُسَاعدة الفُقراء والمَسَاكين والمُشردين والأيتام والبُؤساء والمُحتاجِين ونحوهم من خلالِ تقديم عطيّة مال أو طعام أو لباس تقرباً للهِ سبحانه ورجاءً لِثوابهِ.


الرُّكْنُ الْخَامِس: الصِّباغة ( مَصْبُتَا إِدْ هَيِّي وَاِطْمَاشَا : صِبْغَةُ الْحَيّ وَالتَّطَهُّرُ )
الصِّباغة بِصِبغةِ الله فريضة رئيسيّة في الشَّريعةِ الصَّابِئِيَّة فهي الإصطباغ بِصُبغةِ الله تعالى التي لا تماثلها صُبغة اخرى وهي اعظم صِبغة ينالها المُؤمنين بِاللهِ ، وتتم هذه الصّباغة من خلالِ الإصطباغ بماءه الطّهور ، والغْايَة منها اظهار التّسليم والخضوع لِسُبحانهِ
ورد مفهوم الاغتسال والصباغة في العديد من النصوص المسمـارية وهو دليل إلى تأثر الاديان بعضها ببعض في الحضارات الاكدية والبابلية والسومرية والاشورية بالديانة المندائية، واحد الادلة القاطعة على كون الديانة المندائية أقدم الاديان التوحيدية.
والتعميد لديهم يجري في المياه الجارية الحية وجوبا، لانه يرمز إلى الحياة والنور الرباني. وطقس التعميد المندائي محتفظ إلى الآن بأصوله القديمة، وهو نفسه الذي نال المسيح به التعميد على يد النبي يحيى بن زكريا (يوحنا المعمدان) الموجود فى الكتب المقدسة ويهدف التعميد في نظرهم للخلاص والتوبة ولغسل الذنوب والخطايا القصدية وغير القصدية، وللتقرب من الرب ايضا. وهو يأخذ نفس مفهوم الحج عند المسلمين. ويستفاد من التعميد لديهم في حالات النزولية الطقسية لرجال الدين وعند الولادة والزواج وعند تكريس رجل دين جديد، وان هذا الطقس يكرر عدة مرات للانسان ووقتما يشاء، وذلك في أيام الآحاد أو في المناسبات الدينية، وهو خلاف التعميد المسيحي الذي يجري مرة واحدة فقط.
وكما وضح أغلبية الباحثين والمستشرقين بأن المسيحية قد أخذت طقس التعميد من المندائية وطورته بما يخدم مفاهيمها المقدسة ، ويقول البروفيسور أوليري ( أن الصابئين المندائيين في جنوب العراق هم أصل معمدي الآباء المسيحيين الأوائل).
كما ارتبطت طقوسهم و بخاصة طقوس التعميد ، بمياه الرافدين فاعتبروا نهريها ادگـلات وپـورانون (دجلة والفرات) انهارا مقدسة تطهر الارواح والأجساد فاصطبغوا في مياهها كي تنال نفوسهم النقاء والبهاء الذي يغمر آلما د نهورا (عالم النور) الذي اليه يعودون .
 
معبد الصابئة
(المندي) هو معبد الصابئة وفيه كتبهم المقدسة ، ويجري فيه تعميد رجال الدين و اداء القسم والولاء وصدق العهد، ولايتم ذلك الا بالمصافحة باليد اليمنى . يجب أن يقام  المندي على الضفاف اليمنى من الأنهر الجارية، له باب واحد يقابل الجنوب بحيث يستقبل الداخل إليه برجله اليمنى نجم القطب الشمالي، لابدَّ من وجود قناة فيه متصلة بماء النهر، ولا يجوز دخوله من قبل النساء، ولا بدّ من وجود علم يحيى فوقه في ساعات العمل. بالمناسبة ـ من يقرأ في صفة الطهارة والتعميد وكثير من الطقوس الصابئة يلاحظ بجلاء مدى استحباب الصابئة "للتيامن" (تقديم اليمين في كل شيء) في التعميد والطهور واللباس والطعام والدخول الى الخلاء... الخ. 

التعدد في الصابئة المندائية :
ذكر الكاتب العراقي المندائي نزار ياسر الحيدر  أنه لم يقرأ أي نص في الكتاب المقدس  (كنزا ربا) يسمح او يمنع تعدد الزوجات للمندائيين وكل ما ورد بشأن الزواج هو التأكيد على اختيار الزوجة بأن تكون مندائية صالحة  العديد من رجال الدين الكبار وحتى من عامة المندائيين قد تزوجوا مثنا وثلاث ورباع وربما اكثر. الجدير بالذكر أن المحكمة الشرعية المندائية وعضوية رجال دين وشخصيات مندائية اجتماعية  قد أقرت نظاما داخليا ينص على عدم جواز المندائي من زوجة ثانية الا بموافقة المحكمة الشرعية المندائية والتي اشترطت موافقة الزوجة الاولى رسميا ووجود اسباب مبررة للزواج الثاني  وذلك للمحافظة على كيان الاسرة المندائية .

الاكل والذباحة :
لاتؤكل الذبيحة إلا أن تذبح بيدي رجال الدين ( ترميدة وكنزبرا) وبحضور الشهود ويقوم الذابح بعد أن يتوضأ بغمسها في الماء الجاري ثلاث مرات ثم يقرأ عليها أذكاراً دينية خاصة ثم يذبحها ويجب علية ان يكون مستقبلاً الشمال.

الخلاصة :
بالنظر إلى تعاليم الدين الصابئي فإن الدين الاسلامي هو أقرب الديانات إليها من بين كل الديانات و المذاهب. ولكن لم يسلم الصابئة من التشويه والصور النمطية التي ألصقت بهم والتلفيقات التي راح الكثير من علماء المسلمين الترويج لها ، كعبادة النجوم والكواكب والملائكة، ومن ثم نفي التوحيد عن معتقدهم واعتبارهم وثنيون، وما إلى ذلك من إشاعة أفكار غريبة عن طقوسهم. (اقرأ في المراجع، صابئة العراق "موحّدون"، مصطفى سعدون).
إن الحقيقة التي يجب أن يقرها علماء المسلمون أن الصابئة هي إحدى الملل المتفرعة من دين الإسلام التوحيدي (Monotheism) الذي يقوم على أساس الإيمان بموجدٍ واحد للكون (كالملتين اليهودية والنصرانية) على عكس الديانات الشركية (Polytheism) التي تدعوا لعدة آلهة متصرفة في الكون. لذلك قال تعالى (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم) ولم يقل دينهم!! وهذا المفهوم قد يكون جديد على الكثيرين الذي يعتقدون أن الجنة أنما خلقت لهم وهم لا يشكلون سوى معشار سكان هذه الأرض وما تبقى من العالمين سيلقى بهم في نار جهنم!!
والحقيقة الثانية أن القرءان قد أقر بإسلام من جاء قبل أن يولد محمد عليه الصلاة والسلام فكيف تكون شهادة أن محمد رسول الله هي الركن الأول للإسلام!!! فأثبت الله على سبيل المثال إسلام (بني اسرائيل) أبناء يعقوب عليه السلام : (أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آَبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) !!
وأثبت إسلام الحواريين (فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ)
بل أثبت إسلام أول الرسل نوح عليه السلام (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ .......... فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ ۖ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ)!!

والحقيقة الثالثة، التي يجب أن يعترف بها كل من يؤمن بأن القرءان كتاب أحكمت آياته ولا ناسخ فيه  ولا منسوخ، أن التوحيد والعمل الصالح هو الأساس وأما تسميات الملل والأديان فليس عند الله بشيء فقال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) ولذلك قال تعالى (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ ۚ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ )
لأنه (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ ).

والحقيقة الأهم  التي يجب أن يقرها الجميع أن أكبر كذبة انطلت على المسلمين هي أكذوبة بني الاسلام على خمس لأن محمد لم يأتِ بالإسلام!! بل الإسلام هو من أتى بمحمد!!

لذا ، فإن الوقت قد آن لكي نعيد قراءة وفهم النص القراني بعيدا تماما عن كل الموروثات والإسرائليات وفقه ما ألفينا عليه آباؤنا الأولين.

في أمان الله ،،


((لقــد حــان أجـلـي وألتمـس الـذهـاب ، ويخيفـني الّرحيـل ، ولا أعــلم 
كـيف سيـكون طريقـي ؛فليس هناك أحـد تقـي غـادر ثم عـاد كـي أسألـه عـن الطـريق)) 
من مواعظ النبي يحيى ابن زكريا عليه السلام. (ادراشا اديهيا)


 المراجع :
القرءان الكريم
- الاحناف قبل الاسلام عماد الصباغ ، دار الحصاد، دمشق 1998م .
- الصابئة المندائيون وعقائدهم عقيد خالد ويحيى احمد، دار الكتب العلمية 2007  م
- المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام جواد علي آوند دانش للطباعة و النشر  2006  م
- موسوعة تاريخ الأديان فراس السواح دار علاء الدين للطباعة والنشر 2003م
- أصول الصابئة المندائيين ومعتقداتهم الدينية ، عزيز سباهي، دار المدى للثقافة والنشر الطبعة: 1996م
-  مختار الصحاح محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي .ص341، الطبعة الأولى.
- تفسير القرطبي الإمام أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري الطبعة دار الكتب العلمية
- تفسير  ابن كثير . أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير دار طيبة
- التفسير القيم للإمام ابن القيم  ،  محمد حامد الفقي  دار الكتب العلمية
- تفسير الجلالين مع المنتخب من أسباب النزول، جلال الدين السيوطي وجلال الدين المحلَّى, دار الخير/سوريا
- المعجم الوسيط ج1 إبراهيم مصطفى ، أحمد حسن الزيات، حامد عبد القادر محمد علي النجار ص (505) ، المكتبة الإسلامية استنبول (تركيا) الطبعة الثانية.
- لسان العرب لابن المنظور الجزء الأول ص(107)، مكتبة الرشد. الرياض ، الطبعة الثالثة (1414هـ - 1994م).
- موسوعة الأديان والمذاهب ، عبد عبد الرزاق محمد أسود،  الدار العربية للموسوعات .
- موجز الأديان في القرآن ، عبد الكريم زيدان
المقالات /
- الصابئة..تعريفهم...عقيدتهم وفرقهم...أماكن تواجدهم،  مركز الفتوى ،10/2002م ، إسلام ويب ، الرابط:
http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=23568

- صابئة العراق المندائيون... "موحّدون" ولا يعبدون النجوم والكواكب ، مصطفى سعدون، صحيفة رصيف 22، في 07/05/2016م ، الرابط:
http://raseef22.com/life/2016/05/07/%D8%B5%D8%A7%D8%A8%D8%A6%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%AF%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%88%D9%86-%D9%85%D9%88%D8%AD%D9%91%D8%AF%D9%88%D9%86-%D9%88%D9%84%D8%A7/

- تعدد الزوجات عند الصابئة المندائيين ، نزار ياسر الحيدر، الشبكة المندائية، 4أيار2015م الرابط:

هناك 7 تعليقات:

  1. لويس متى ستتحدث عن المثلية ؟!

    ردحذف
  2. شكرا على جهدك موضوع مفييد

    ردحذف
  3. شكراً جزيلاً على البحث الجميل الرائع ..

    ردحذف
  4. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  5. لطالما أحببت موضوع أن النصارى و اليهود من آمن منهم بالله و اليوم الآخر و عمل صالح فهو من أهل الجنة و قد يعذب بالنار على قدر سيئاته و أفعالة المشينة, فهو ليس بكافر. فياليت تتعمق في الموضوع لأنه صراحة من أحلى المواضيع و أهمها. لطالما كرهونا فيهم من الصغر و جعلونا ندعي عليهم :(.

    ردحذف
  6. أولا .. شكرا لك أخي الكريم .. وحقيقة اتضح لي أنهم على دين التوحيد لكن يبدو أنهم زادوا وحرفوا إلى حدما ، مثل كل أمة للأسف ..

    ثانيا.. وهو الأهم ..ليكن في علمكم أن الدين عند ﷲ #الإسلام ، فكل رسل الله مسلمون وأتباعهم مسلمون ، اما شرائع الإسلام فتختلف بختلاف الأمم ، فلكل أمة شرعة ، ‏قال الله تعالى : { لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا }

    وفي الحديث الشريف ( الأنبياء إخوة لعلات)

    في سورة النساء من آية 150 إلى آية 152 دليل على أن من كذب بواحد من رسل الله فهو مكذب بكل الرسل ، لأن من أركان الإيمان بالله الإيمان بجميع رسله ،

    قال الله تعالى :

    { إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا (150) أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا (151) وَالَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ أُولَئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (152) } .

    أتمنى الإستماع لهذا ��

    https://youtu.be/IBt1tKnafio

    ردحذف