السبت، 5 سبتمبر 2015

هل هي فوضى في شوارعنا ؟ أم هناك من يدير فوضى المرور ؟


يعد  النظام أساساً تقوم عليها الحياة،  ويعتبر التنظيم المروري مرآة له، وأول ما يلمسه الفرد سواء كان مقيما أو زائرا كمؤشر لمستوى الوعي الحضاري. إن الشارع هو مكان لالتقاء شرائح المجتمع باختلافاته الثقافية والاجتماعية كما يتجلى حضور الدولة (الأمني والتنظيمي) في الضبط المروري كمظهر من مظاهر العدل والمساواة في المعاملات و السلوك.
ومع ذلك, نلاحظ أن غالبية مدن المملكة خلال السنوات الماضية (في ظل إدارة اللواء عبدالرحمن المقبل ومن قبله) فوضى مروريه غير مسبوقة وكأن الدولة نفسها خارج نطاق الخدمة!! فسادت الفوضى المرورية شوارعنا
بجملة من الحوادث والمخالفات فلا احترام لاولويات المرور ولا التزام بقواعد الوقوف أو اعتبار لإشارات وشواخص الطريق فباتت العشوائية سيدة الموقف أينما ارتحلت.
قبل أيام معدودات معدودات وبناءً على توجيه ولي العهد ووزير الداخلية أصدر مدير الأمن العام قراراً بتعيين اللواء عبدالله الزهراني، مديراً للإدارة العامة للمرور خلفا للواء عبدالرحمن المقبل. الجدير بالذكر أنه خلال الأشهر الماضية ثار جدل كبير حول تسيب رجال المرور في ضبط النظام المروري وأحيانا عدم وجود أدوات التنظيم المروري في الشوارع  مما ادي إلى فوضى مرورية واستهتار علني بالأنظمة والقوانين. لذلك ظهرت مطالبات عدة بإقالة اللواء المقبل ورغبة جامحة في الإصلاح بعد أن سجلت المملكة أعلى نسبة وفيات بحوادث المرور على مستوى العالم، وارتفع معدل الوفيات إلى 17 شخصا يوميا، كما بلغ عدد المصابين أكثر من 68 ألفا سنويًّا، وراح أكثر من 150 ألف شخص ضحية هذه الحوادث على مدار العقود الأربعة الماضية، وزادت الخسائر المادية الى 13 مليار ريال في السنة.

لقد اكتفى اللواء المقبل بتطوير نظام الرصد الآلي (ساهر) ونشر جيش من الحواجز الأسمنتية عوضا عن ضبط رجال مروره المتسيبين والذين يعانون أنفسهم من فقدان التنظيم والانضباط وسوء الاعداد العلمي والبدني لدرجة اننا اشتقنا لرؤيتهم في شوارع المملكة بعد أن حلت "فلاشات" ساهر و "عوائق" الحواجز الاسمنتية مكان الاحترام و الوعي المروري.
فكان نتاج ذلك الكثير من التجاوزات وحالة فوضى (اللانظام) واللامبالاة و عدم تحمل المسؤولية، وخروج مجموعات من عنتريات البادية "الدرباوية" الذين يتباهون علانية بمخالفة القانون وتجاوز المألوف و الذي أدى ذلك إلى التعدي على حقوق وممتلكات وأمن الآخرين.
إن مسؤلية الوعي المروري لا تحل فقط بوضع نظام لرصد المخالفات فيصبح نظام جباية لا نظام زجر ..
ولا تحل المشكلة بوضع عوائق اسمنتية وافتراض ان مستخدمي الطريق قطيع من الاغنام يسير ولا يوجه بل إن العوائق الاسمنتية هو اعتراف ضمني بفشل إدارة المرور في نشر الوعي و زرع فضيلة النظام وفرض هيبة القانون وتساوى الجميع تحت ظله. ان احترام المواطن للنظام والتقيد بانظمة المرور هو نتاج لكفاءة الإدارة العامة للمرور وبالمحصلة هو سلوك حضاري وسمة من سمات المجتمع المتحضر كجوهر للثقافة التنظيمية بالمجتمع.
#معاً_لتغيير_ثقافة_المرور

هناك تعليق واحد:

  1. How to make money from betting on football - Work Tomake Money
    If you're having problems finding a winning bet gri-go.com online for หารายได้เสริม the day of ventureberg.com/ your choosing, then there are plenty of opportunities available worrione.com right here.

    ردحذف