الاثنين، 29 يونيو 2015

هل القرآن كتاب مقدس أم موروث ثقافي ؟




كلما قرأت كتاب الله أشعر بلا حول لي و لا قوة إنني المخاطب الوحيد فيه !!
وأنني الوحيد المسئول عن تأويله
ولن يكون معي شفعاء من دونه
ولا دليل لفهمه ككتب التفسير التراثية
وأنني أعلم تماما أنني لو فهمت القرآن على أساس فهم السابقين لأصبح كتابا تراثياً او موروث ثقافياً
ولذلك أقول متأسفاً أن واقع قرآننا الحالي هو بالفعل"تراث" بل ومهجورا أيضا!!
فهل نحن المعنيون في قوله تعالى على لسان رسوله الكريم
(وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا)!!!
أعتقد أن السبب واضح
إذ أننا فشلنا في أن نكون أمه محترمة نترجم كتابنا المقدس لواقعنا المعاصر و بقاعدتنا المعرفيه المهولة فكتاب الله لكل زمان ومكان وهذا إعجاز بحد ذاته والرجوع الى كتب التراث وإعتماد تفاسير قام بها رجال منذ مئات السنين بقاعدتهم المعرفية الخاصه بهم يعتبر ذلك ظلماً بحق أمتنا وعصرنا هذا. وما نسمعه بين الفينة والآخرى من إكتشافات لآيات الإعجاز العلمي في كتاب الله إلا محاولات خجولة تواجه بكثير من النقد و المعارضة بين الحين والآخر. 
ولكي نتعامل مع القرآن لابد أن ننظر إليه على أنه كتاب صادر عن "حــــــــــي" إلى أحيييييييييييييياء.
لأن  الله جعل القرآن محفوظا الى يوم الدين وجعله لكل الناس وليس حكراً على فئة معينة أو طائفة معينة من علية القوم!! لذلك لم يخصص الله من هم المطالبون بتدبر كتاب الله في قوله ( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ). ولم يحدد لمن يسر القرآن عندما قال (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) أي أن القرآن يسره الله لي و لك. و كما أننا نعلم أن الله تعهد بحفظ القرآن وأن ذلك يجعل اللبيب منا يتسائل...
لماذا جعل الله كتابه المقدس "محفوظا " لي و لك ولكل الناسفي كل العصور؟!! هل لنكتفي بتفسير أقوام نشأوا في زمن مختلف تماماً عن واقعنا.

لذا ...
أقول أن ما قام به علماء المسلمون من إجتهادات في زمنهم قائم على قاعدتهم المعرفية والتي وبطبيعة الحال لم تكن كقاعدتنا المعرفية الهائلة. فمايملكه طالب مدرسة ثانوبة من معرفة في قواعد الرياضيات يوازي ما كان يعرفه الخوارزمي في عصره ( 781- 845 ) .
وأن ما يتعلمه طالب الطب في مرحلته الأولى يتجاوز ما توصل إليه ابن سينا في الطب , بل لو قام طبيب الآن بتطبيق كتاب القانون في الطب لإبن سينا لعد ذلك جريمة مهنية في القانون الفيدرالي 
 وهذا ليس انتقاصاً من جهودهم النيرة في الإثراء المعرفي للإنسان ولكن كان ذلك في زمنهم وضمن قاعدتهم المعرفية . ولكي أقرب المسألة سأضرب مثالاً بسيطاً:
لو رأيت رجلا "قبل ثلاثين سنة فقط" يتحدث دون وجود شخص آخر بالغرفة لقلت عنه مجنونا !!! ولكن لو شاهد ذلك طفلك الآن لبحث عن سماعة الجوال الموصولة بأذنه لا سلكياً بتقنية البلوتوث التي لم يعرفنا الجيل السابق في بداية حياتهم.
 مثال آخر :
لو قال أحد قبل 100 عام فقط وهو بمصر أو بالشام أنني أعتمرت بمكة يوم أمس وكانت عمرة مريحة لذاع صيته بالكذب  واتهم بالجنون!!! وذلك لعدم وجود شئ أسمه "رحلات طيران" في ذلك الحين . ولكنك الآن وبكل بساطه وانت في مدينة الرياض تعد صديق لك في جدة أنك ستلتقي به بعد ساعة ونصف .. فلولا وجود تكنولوجيا الطيران والمؤسسات التي تدير تلك النظم التقنية المتطورة لكان ذلك ضربا من الخيال .
وعلى هذا .. لابد في أن نستقرئ كتاب الله ونتفكر و نطبق بمعطيات حاضرنا هذا لا أن نقوم بجر إحداثيات القرن السادس الميلادي (المقدس) الى زماننا هذا . فإن فعلنا ذلك, وقد فعلنا , فسنقوم بتشويه العصر بل سنعيش خارج الزمان والمكان.
بإختصار ... أن القاعدة المعرفية تتغير بإختلاف المراحل الزمنية للبشرية. و أن كتاب الله إن لم يخاطبنا الآن في زمننا هذا وبقاعدنا المعرفية الحالية لأصبح حفظه عبثا ... لذلك ... لزاما علينا أن نتيقن يقينا كاملا أن القرآن (كتاب محفوظ بنص ثابت و معنى متطور) لأنه  منجم يتفجر كنوزاً على مدى التاريخ.

كتب السنة لم تبين عدد الركعات فى الصلاة !!



كتب السنة لم تبين لنا عدد ركعات الفرائض فى الصلاة !! كما يدعى رجال النقل !! 
بداية الكلام هو التأكيد على أن الصلاة تعلمناها من السنة العملية لرسول الله تواترا جيلا بعد جيل الى يومنا هذا فكل الابناء تعلموا الصلاة من الآباء اولا ثم علموها لأبنائهم وهكذا ينتقل العلم بالعبادات عمليا. 
ولكن مابرح رجال الحديث يقولون لكل من يتخذ مرجعيته فى الدين القرءان والسنة العملية المتواترة للعبادات ويتبع فتوى الازهر التى تقول ان كل روايات خبر الآحاد ظنية الثبوت لا يؤخذ منها منفردة عقيدة ولا حكم أن كتب روايات السنة مثل البخارى ومسلم هى التى علمتنا الصلاة بعدد ركعاتها التى لم تذكر فى القرءان والتى اجملها القرءان ولم يفصلها .
وذلك لمحاولة اعطاء الروايات التى دونت بعد قرنين من الهجرة مصداقية التواتر العملى للصلاة ولعل احدهم لم يتحقق من الذى يقوله ولم يبحث فعلا فى هذه الكتب عما كتب عن الصلاة ولذلك اقدم لكم مقتطفات عن الصلاة فى هذه الكتب لعل احدهم يتذكر او تنفعه الذكرى: 
1. لم أجد فى كل كتب السنة وهى البخارى ومسلم والترمذى وباقى الكتب الستة او التسعة رواية واحدة جامعة فى الصلاة تقول فرضت الصلاة ركعتين فى الصبح واربع ركعات فى الظهر والعصر وثلاث ركعات فى المغرب واربع فى العشاء .والصلاة هى الركن الاعظم فى الاسلام !!! 
2. بل وجدت روايات متناقضة عن عدد الركعات فمثلا الرواية رقم 19355 فى كنز العمال لحسام الدين الهندى تقول  (من حافظ على اربع ركعات قبل الظهر واربع ركعات بعدها حرم على النار) ورواية اخرى تقول ( رحم الله امرأ صلى قبل العصر اربعا ) وهذه الروايات ليست فى عدد ركعات الفرائض التى نبحث عنها.؟ 
3. والرواية رقم 19542 ذكرت أن صلاة الوتر هى ثلاث كصلاة المغرب و المصيبة أن الرواية التى تليها تقول ان الوتر حق و ليس كالمغرب !! فأين النص المشرع لصلاة المغرب يا رجال الحديث ؟؟ 
4. ثم أن الروايات التى جائت بعدد ركعات الصلوات المفروضة جاءت مبهمة فمثلا فى كتاب جامع الاصول لأبن الاثير فى كتاب الصلاة فى الوجوب و الكمية رقم 3236 تقول سأل رجل نبي الله فقال يا رسول الله كم فرض الله على عباده من الصلوات ؟ قال افترض الله على عباده صلوات خمس . قال يا رسول الله هل قبلهن او بعدهن شىء ؟؟قال افترض الله على عباده صلوات خمس . فحلف الرجل لا يزيد عليه شيئا او ينقص منه شيئا . قال رسول الله ان صدق ليدخلن الجنة . و هذه مثل روايات فرض الصلاة فى الاسراء التى لم يذكر فيها الا ان الصلوات خفضت من خمسون الى خمس ! و السؤال أين عدد الركعات للصلوات المفروضة التى بينتها كتب السنة ؟؟ 
5. أما الرواية رقم 3238 عن عبد الله بن عباس ( فرضت الصلاة على لسان نبيكم فى الحضر اربع و فى السفر ركعتين و فى الخوف ركعة ) و الرواية رقم 3239 عن عائشة ( فرض الله الصلاة حين فرضها ركعتين ثم اتمها فى الحضر و اقرت صلاة السفر على الفريضة الاولى ) و فى رواية اخرى ( فرض الله الصلاة حين فرضها ركعتين ركعتين فى الحضر و السفر فاقرت صلاة السفر و زيد فى صلاة الحضر) و فى رواية اخرى لعائشة ( فرضت الصلاة ركعتين ثم هاجر رسول الله ففرضت اربع و تركت صلاة السفر على الفريضة الاولى قال الزهرى قلت لعروة ما بال عائشة تتم فى صلاة السفر ؟ قال تأولت كما تأول عثمان ؟ اى ان عائشة وعثمان لم ينفذوا ما ذكر فى الروايات عن القصر فى الصلاة !!! فهل الصلوات تؤدى اربع كلها فى الحضر وكلها ركعتين فى السفر ؟؟ فاين ثلاث ركعات المغرب ؟؟؟يا رجال روايات كتب السنة ؟ 
6. أما رواية عمر فى مسألة عدد الركعات رقم 3240 تقول ( صلاة الاضحى ركعتان و صلاة الفطر ركعتان و صلاة المسافر ركعتان و صلاة الجمعة ركعتان تمام من غير قصر على لسان النبي ) و السؤال المكرر أين عدد ركعات الفرائض الخمسة مفصلة فى كتب السنة ؟؟؟ 
7. عدد روايات الصلاة فى كتاب كنز العمال لمؤلفه ابن حسام الهندى(ت 975هـ) وهو كتاب جامع لكل كتب السنة بلغت 4701 رواية و بلغت فى مسند الامام احمد (ت 241هـ) 1749 رواية و كذلك كتاب جامع الاصول الذى جمع كل روايات الكتب الستة المعتمدة وهى البخارى و مسلم و الترمذى و بن ماجة و النسائى و ابو داود لمؤلفه بن الاثير ( ت 606 هـ ) جمع 1140 رواية عن الصلاة و كلها لم تحدد عدد ركعات الصلوات مفصلة !! فأين تفصيل ما أجمله القرءان ؟؟ و اما البخارى اشهر كتب السنة على الاطلاق فقد بوب 106 باب لم يذكر الا ركعتان عند القدوم من السفر و ركعتان عند الدخول الى المسجد ارقام 424 و 425 فأين عدد ركعات الفروض الواضحة فى كتب السنة ؟؟ و اين طنطنة رجال النقل بدون عقل أن روايات كتب السنة فصلت ما أجمله القرءان ؟؟ 
8. اما حديث المسىء فى صلاته التى تقول ( دخل رجل الى مسجد رسول الله فصلى ثم جاء فسلم على النبي فرد عليه النبى و قال ارجع فصلى فانك لم تصلى ثلاثا ثم قال الرسول اذا قمت الى الصلاة فكبر ثم اقرأ ما تيسر معك من القرءان ثم اركع حتى تطمئن راكعا ثم ارفع حتى تعتدل قائما ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ثم ارفع حتى تطمئن جالسا و افعل ذ لك فى صلاتك كلها ( و زاد الرواة فى بعض الروايات اذا قمت الى الصلاة فاسبغ الوضوء ثم استقبل القبلة فكبر ثم اقرأ ما تيسر معك من القرءان . فأين عدد الركعات يا خلق الله ؟؟ و اين التسليم و التشهد الكامل ؟؟ فى الرواية ؟؟ 
9. وفى بعض الروايات ان النبى صلى بالمدينة الظهر و العصر ثمانى ركعات و المغرب و العشاء سبع ركعات جمعا . فأين حديث تفصيل عدد الركعات لكل صلاة يا خلق الله ؟؟ و خصوصا الصبح و المغرب ؟؟ 
10. و اما الاختلاف بين الفقهاء حول صيغة التشهد الاوسط المختلف فيها بين بن مسعود و بن عباس و عمربن الخطاب الذين اتفقوا فقط فى نهاية رواية التشهد فى كتب السنة عند اشهد الا الله الا الله و ان محمد رلاسول الله فمن اين جئنا نحن المسلمون بباقى التشهد اللهم صلى على محمد و على آل محمد الى انك حميد مجيد ؟؟؟؟؟ من اين يا خلق الله ؟؟ يا رجال الحديث و الفقه ؟؟ و ما فائدة الكتب التى لم تكمل التشهد الى آخره و تبلبل المسلمين ؟؟؟
11. أما الروايات التى تصف الركوع و السجود فهى لم تأت بجديد لأن الصلاة بركوعها و سجودها معلومة عند العرب منذ ابراهيم و اسماعيل و مريم ) وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ)(البقرة: من الآية125) و لذلك فنحن نصلى كما رأينا رسول الله يصلى كما امرنا بذلك و ليس كما يروى لنا بعد قرنين من الزمان !! 
و اختم مقالى بأننا تعلمنا الصلاة من السنة النبوية العملية المتواترة التى تعلمها الصحابة من رسول الله مدة ثلاثة و عشرون سنة و لم نتعلمها من الروايات التى لم تبين ما أجمله القرءان كما يدعون بل زادت الفرقة بين الفقهاء و تمذهب بها المسلمون و تشيعوا كل حزب بما لديهم فرحون و حسبنا الله و نعم الوكيل 
و اذكركم بمقالتى عن الصلاة من القرءان كما طبقها رسول الله 
و السلام على من اتبع الهدى

على عبد الجواد 



الاثنين، 22 يونيو 2015

يا أيها الناس!! أقطعة قماش أم لباس التقوى!!


تطرق كتاب الله لأمور كثيرة في شؤوننا اليومية ونالت المرأة نصيبها من تلك التشريعات والحجاب تحديداً لا ينفصل عن مجمل ذلك التشريع، لقد سعى الوحي القرآني الى تغيير واقع الإنسان في الجزيرة العربية عند نزوله والانتقال بها الى وضع افضل وفق المستجدات التي تطرأ على الحياة الاجتماعية مراعياً بذلك الإرث المعرفي للمجتمعات الإنسانية وما يتفق مع كل مجتمع وخصوصيته الثقافية.
ولكن ,, في العقود الثلاثة الاخيرة ظهر لنا في بعض المجتمعات العربية حجاباً يسمونه حجاباً اسلامياً!!. فنجد بعض النساء يغطين اجسادهن بجلباب ووجوههن بحجاب وايديهن بقفاز و ارجلهن بجراب!! فتظهر المرأه في المحصله كتلة بشرية مغطاة بالاقمشة!!
والعجيب ما درجت عليه نسوة في اتخاذ اللون الأسود شعار للحجاب والذي لم ينزل الله به من سلطان !! بل ولم نجده في عاداتنا وتقاليدنا !! فنساء قبائل الحجاز و عسير والمناطق الشمالية لم يرتدين هذا السواد إطلاقاً .. لقد أظهرت كثير من وثائق المستشرقين والمدعمة بالصور بالإضافة الى ما تم توثيقه بداية العهد السعودي أن المرأة في الجزيرة العربية وتحديدا نساء المجتمعات القروية والحضرية لم يكن يرتدين ما يعرف الآن بالحجاب أو العباءة السوداء ولم يكن غطاء الوجه متعارفا عليه بإستثناء قبائل البادية اللاتي كن يرتدين البرقع كعادة اجتماعية وسنأتي على ذلك بالتفصيل .

   


لذلك وجدنا ضرورة عرض الحجاب الحالي  على كتاب الله وسنرى هل ذكر حجاب المرأة الأسود بغطاء الوجه والذي يجبر الفقهاء عليه نساؤنا ؟



لقد تعرض القرآن للباس المرأة في آيات ثلاث فقط وبثلاثة مفردات هي ( حجاب , جلباب , خمار) :
الآية الاولى تتحدث عن الحجاب }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَىٰ طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَٰكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ ۚ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ ۖ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ ۚ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ذَٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ۚ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا ۚ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا{
والخطاب هنا موجه بالكامل للمؤمنين في عهد رسول الله وتشمل 1) الإستئذان في دخول بيوت النبي  2) أداب الدعوة الى الطعام 3) عدم دخول الزوار لأماكن وجود نساء النبي في البيوت بحجة طلب متاع بل يكون من وراء حجاب أو ستار 4) حرمة زواج المؤمنين منهن بعد موت رسول الله لأنهن بمثابة أمهاتهن. وهنا لا توجد أي اشارة لا تلميحاً ولا تصريحاً الي  نساء المؤمنين عامة ناهيك عن مخاطبتها لنسائنا في وقتنا الحاضر.

الآية الثانية هي آية الجلباب } يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا{ والخطاب هنا موجه لأزواج النبي وبناته و نساء المؤمنين بأن "يدنين" عليهن من "جلابيبهن" و الإدناء من الدنو (ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى) وهو الاقتراب مع ترك مسافة دون الإلتصاق به وذلك لكي يعرفن أنهن محتشمات فلا يؤذين من قبل أحد  والعبرة أنه على النساء أن يرتدين ما يدفع عنهن الضرر الاجتماعي.
فالجلباب مفردة أصلها فعل “جلب” وهذا الفعل في معاجم اللغة له أصلان أحدهما (الجلب) أي الاتيان بالشيء من موضع إلى موضع، والآخر جالب الشيء الشيئ أي غشاه وغطاه ، فالجلبة هي القشرة أو الدم المتخثر الذي يغطي الجرح ليحميه, ومن هنا جاء الجلباب أي اللباس الخارجي للحماية من البرد أو من الإبتذال الإجتماعي.
والجلباب  ليست تشريعاً مطلقاً بل خيار وقتي ومتغير يجب أن يتفق مع تغير الظروف الطبيعية والظواهر الإجتماعية. لذلك قال تعالى يدنين (من) جلابيبهن  وحرف الجر “من” للتقريب باستعمال “الإدناء” في حال وجد السبب الذي يؤدي الى الأيذاء.
وبما أن هذه الآية للتعليم لا للتشريع فعلى المرأة المؤمنة تعليماً لا تشريعاً أن تغطي من جسدها الأجزاء التي إذا ظهرت سببت لها الأذى.

الآية الثالثة تتعلق بالخمار والزينة وهي موجهة لعموم المؤمنات  } وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ۚ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ{
وتنص الاية على التعليمات التالية: (غض البصر, حفظ الفرج, عدم اظهار الزينة إلا ما ظهر منها, أن يضربن بالخمار على الجيوب , ثم استثناءات ابداء الزينة -المحارم-, وأخيرا عدم ضرب الأرجل لإبداء الزينة).
ويتضح من المفردة المستخدمة (ولَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ) أن هناك أمر مخفي بطبيعته ولا يجب ابداءه حيث أن الإبداء يكون لشيء مخفي أصلاً  وليس ظاهر . لذلك قال تعالى  (إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ) أي أن هناك أيضاً زينة ظاهرة بشكل طبيعي مثل الوجه واليدين وهي “ما ظهر” من الزينة بالخلق. علماً أن الخمار هو غطاء الرأس لنساء ورجال شبه الجزيرة العربية في القرن السادس الميلادي. وهو لباس يتبع العادات والتقاليد . بالتالي  فالآية في بدايتها تتحدث عن إبداء الزينة لمن هم من خارج دائرة محارم المرأة ، ومثل هذا الأمر يحدث إن كانت المرأة خارج البيت أو كان في بيتها أناس من خارج دائرة المحارم.
لذلك نقول أن هناك ثلاثة أنواع من الزينة (زينة خلقية ظاهرة و زينة خلقية باطنة و زينة مضافة) :
ونفند مفهومنا من خلال للآية على النحو التالي:
1. على المرأة أن لا تبدي الزينة المضافة ( كأن تتزين بأدوات الزينة والتجميل) إلا الزينة الخلقية الظاهرة من الوجه كالأعين والأنف والشفاة وذلك لأن اخفاء الزينة الخلقية الظاهرة كالوجه واليدين سيعيق حتماً أهم حواس الإنسان (البصر, الشم, السمع, التذوق) .
2. تستطيع المرأة أبداء الزينة الخلقية الظاهرة + الزينة المضافة (الماكياج والحلي وغيرها) أمام  محارمها.
3. ذكرت الزينة الخلقية المخفية في آخر الآية وهي (الصدر والنهدين والفرج والإليتين وما حول ذلك) في اخر الآية (وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ) ومن البديهي  وفي كل المجتمعات أن تكون هذه الزينة للزوج فقط وقد تنكشف زينتها الداخلية بلا قصد  منها إذا ضربت في الأرض أي عملت في مهنة شاقة أو سفر على نحو قوله تعالى وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُواْ مِنَ الصَّلاةِ) , (للْفُقَرَاء الَّذِينَ أُحْصِرُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الأَرْضِ ) , (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُواْ) , (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ كَفَرُواْ وَقَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُواْ فِي الأَرْضِ أَوْ كَانُواْ غُزًّى ), (إِنْ أَنتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَأَصَابَتْكُم مُّصِيبَةُ الْمَوْتِ ) لذلك نهى المرأة  من الأعمال الشاقة التي تتطلب مشقة بدنية فتنكشف زينتها الداخلية.
نأتي لقوله تعالى (وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ) , والخمر هو التغطية واستعير اللفظ لتقريب المفهوم العام للخمرة التي قد تغطي العقل بشربها. ولذلك يطلق على العمامة في اللغة (خمار الرجل) وقال الحافظ في "الفتح" (8/490): " والخِمار للمرأة كالعِمامة للرَّجل ".لذا , فالخمار  غطاء يغطي الرأس و الجيب دون الوجه, والجيب هنا هو الصدر لذا قال رسول الله في نهي النياحة على الميت (ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ).وكانت عادة جاهلية يقوم بها النساء والرجال في النياحة على الميت أو للإعتذار والندم لجرم أو فعل مشهود.
 نعود لسياق الآية , ونفهم من السياق السابق أن الله يأمر بغطاء الرأس والصدر بإستثناء الزينة (الخلقية) الظاهرة بالضرورة. 

أما الآيات الأخرى في السلوك والتى درج الفقهاء والمتزمتون في عصر الغفلة على ترديدها مثل الخضوع في القول, وان يقرن النساء في البيوت وانا لا يتبرجن فهذه كلها وصايا لنساء النبي فقط حيث تبدأ التعليمات في الأية 28  من سورة الأحزاب بقوله تعالى :
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا ) بالتالي لم يذكر فيها نساء المؤمنين كما في الآيات التي ذكرت سابقاً ويؤكد ذلك الآية التي تليها حيث يوجه الخطاب مجددا لنساء النبي فقط دون الإشارة لنساء المؤمنين ( يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ ۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا)
وذلك لأن هذه التعليمات أو الوصايا هي وقتيه والمقصود منها لنساء النبي فقط حيث أنهن يختلفن عن غيرهن ويؤكد هذا القول الآية التي تليها ( يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ ۚ ) ثم تأتي التعليمات الخاصة  تباعاً (إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا) (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ ۖ وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا )
نرى أن الله لم يأمر بتغطية الوجه بقماش أسود كما نرى اليوم وإنما هناك آيات  تشريعية فيها آداب أمرت النساء أن يتأدبن بها لذلك بدأت الآية بقوله تعالى وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن. و بالتالي لم يأت القرآن بجديد في حجاب المرأة (غطاء الرأس/Veil ) عن الملل السماوية الأخرى ولا حتى عن الثقافات القديمة  فغطاء الرأس في الملة اليهودية والنصراية يلاحظ في الدور والكنائس
وبشكل بارز الى يومنا هذا . كما ان لغطاء الرأس تاريخ  قديم عند الآشوريين المعتقدات القديمة كالفراعنة والآشوريين بل فرضت عقوبات عند الآشوريون ضد النساء اللواتي لا يرتدين الحجاب . (المصدر :A Short History of Veiling up to the 16th Century)
 لذا فقد وجد غطاء الرأس عند كثير من  الشعوب القديمة كالإغريق والرومان وبأشكال متنوعة ولم يقتصر لبسها على الدافع الديني بل كان ضمن الإرث الثقافي للشعوب. (المصدر: Headcovering Customs of the Ancient World ).

أما غطاء الوجه (النقاب والبرقع واللثام) فقد وجد أيضاً قبل الإسلام وتشهد بذلك الأثار والقصائد التي كتبت فيه قبل الإسلام (الجاهلي) , فقال فارس العرب أيام الجاهلية عنترة بن شداد العبسي:
جفون العذارى من خلال البراقع  ***  أحد من البيض الحداد القواطع
أما توبة بن الحمير فقد قال في عشيقته ليلى :
وكنت إذا ما جئت ليلى تبرقعت  ***  فقد رابني منها الغداة سفورها

لقد كان إرتداء المرأة للبرقع عادة اجتماعية ولم ترتبط بالعباءة السوداء وكان إلتزامها بارتداء البرقع يتجاوز مفهوم الستر بل أن في بعض القبائل البدوية  (من شمال افريقيا للشرق الأوسط الى وسط آسيا) ترتديه المرأة حتى في بيتها ومع زوجها !!
ومن الطبيعي ان هذا المفهوم يتفاوت بين الثقافات في العالم فهناك من يرتدي اللثام بين الرجال كقبائل البربر (الأمازيغ أو الطوارق)


ولأن غطاء الوجه يعتبر إلغاء لهوية المرأة فقد أتى الإسلام بالصرف عن هذه الظاهرة الإجتماعية  وليس العكس . لذلك بدأ بالشعائر التعبدية وجعل تغطية الوجه والكفية تبطل الفرائض  فلا تقبل صلاة ولا حج ولا عمرة اذا تغطت المرأة . ولكن المفهوم عكس تماما عند من يتبنى ثقافة تغطية الوجه من البدو . والمتبصر بعين الباحث يلاحظ في مواقع عدة بالسير والأحاديث النبوية عدم تغطية النساء !! فمثلاً نلاحظ الحديث التالي الذي أورده البخاري في كتابه مايلي:
صحيح البخاري , حديث رقم (5|2300 #5874) : حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني سليمان بن يسار أخبرني عبد الله بن عباس  قال: أردف رسول الله الفضل بن عباس يوم النحر خلفه على عجز راحلته. وكان الفضل رجلاً وضيئاً. فوقف النبي  للناس يفتيهم، وأقبلت امرأة من خثعم وضيئة تستفتي رسول الله فطفق الفضل ينظر إليها، وأعجبه حسنها. فالتفت النبي  –والفضل ينظر إليها– فأخلف بيده، فأخذ بذقن الفضل فعدل وجهه عن النظر إليها. فقالت: «يا رسول الله. إن فريضة الله في الحج على عباده، أدركت أبي شيخاً كبيراً لا يستطيع أن يستوي على الراحلة، فهل يقضي عنه أن أحج عنه؟». قال: «نعم» انتهى . نلاحظ هنا في حجة الوداع لم ينكر الرسول عليها كشف وجهها رغم انها لم تبدأ بالنسك بعد لأنها أتت تستفتي في  الحج عن أبيها.

وهذا ينطبق تماماً على مفهوم الصرف عن الرق الذي كان مستشرٍ في ذلك الوقت ولأن التغيير يجب أنه يأخذ طابق التدريج والمرحلية لذلك شرع الله كفارة خطايا المسلم في عتق الرقبة أو إطعام المسكين حتى تنقرض هذه الظاهرة ولكن عوضا عن ذلك أخذ المسلمون باسم الجهاد في الإعداء على الدول المجاورة بإسم الفتوحات الإسلامية و قتلوا الرجال وسبوا النساء بالرفم ان القرآن كان واضحاً أنه في قضية أسرى الحروب (فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّىٰ تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا) أي إما (المن) أي إطلاق السراح بدون قيد او شرط أو (الفداء) أي يفُـتدى بالاسير المحارب اسير مسلم عند العدو المعتدي (تبادل أسرى) بالتالي لا سبي ولا سبايا في الإسلام !!

بالتالي فإن الحجاب ليس فريضة  تعبدية كما يدعي الفقهاء  وانما هو زي اجتماعي له تقاليده الخاصة في كل مجتمع فأصبح لكل مجتمع حجابه الخاص بالمرأة وفق تأثيرات اجتماعية , ديموغرافية و سياسية . ان اشكال الحجاب التي انتشر في أيامنا هذه لا علاقة لها بالخطاب القرآني ومنهجه، لان ذلك الخطاب لا يمكن ان يكون عرضة لتقلب الأهواء وتجليات الايديولوجيات التي تتغير مع تغير التركيبه الاجتماعي والوعي الثقافي . ولعل اخطر ما في هذه التغييرات التي طرأت على الحجاب أمران. الامر الاول انه اقحام فوقي على تراث واعراف المجتمعات. والسعي لاستبدالها او الغائها قسرا. وكأنما تلك الاعراف وذلك التراث لم يقم على اساس ولا يمثل ارثاً اجتماعيا عريقا  وصل الى ما يناسبه من زي اجتماعي. فالاقحام القسري والغاء الماضي بالقوة يضر بالمجتمعات. إن الاصول الحضارية لكل مجتمع هي الاساس التي يقوم عليها تطوره واستشرافه للمستقبل. ولكن الهوس الديني الذي يقوم على غسيل الأدمغة لا يرى الا شيئا واحدا هو الصحيح وما عدا ذلك هو الخطأ بل الكفر!! ويجب مجابهته بالردع والعنف!! لانه يعيش في حالة غياب للوعي.

أمر آخر , ان تلك الانواع من الأحجبة والستائر فيها تقليد أعمى لمجتمعات اخرى ، دون التبصر الكافي بظروف وواقع كل مجتمع على حده ، فالمجتمع البدوي يختلف تماما عن المجتمعات  القروية والحضرية والمدنية ,, ولكن مع تبني الدولة قصراً لأيدولوجية معينه أنتج لنا أفعالا بإسم الله ورسوله و أفرز هوساً دينياً لا صلة له بوعي العصر ولا بالخطاب القرآني ورحابه الشارع الحكيم  ويبقى حصانة الدين والفكر والأخلاق والتعامل هي ما يميز المرأة هو ما اختزله اله في قوله «ولباس التقوى ذلك خير» فهو ما نحتاجه لا أقمشة تلغي هويتهن. 

دمتم في رضوان الله


المراجع/
1. القرآن الكريم

2.(نحو أصول جديدة للفقه الإسلامي،  محمد شحرور ، دار الأهالي للطباعة والنشر والتوزيع، 2

3. الكتاب الخطاب الحجاب ، أدونيس، دار الآداب للطباعة والنشر 2009

4. الحجاب في التاريخ ، أيوب أبو دية، دار الفارابي 2012

5. A Short History of Veiling up to the 16th Century, David and Sue Richardson
URL: http://www.karakalpak.com/kiymeshek04.html#t

6. Headcovering Customs of the Ancient World  An Illustrated Survey, by Michael Marlowe
URL: http://www.bible-researcher.com/headcoverings3.html 

الجمعة، 19 يونيو 2015

القصبي وقراصنة الكاريبي !!



أهل الحسبة !!

قباطنة سفينة النجاة !!
أناس أنتدبهم الله لإقامة هذاالدين الذي لن يقوم إلا بهم !!
فهم أبناء الله وأحبته !! المبشرون الجدد!! 
كيف لا وهم أهل الفلاح و التقى والورع والصلاح..
ألم يحميهم الله بأن كفر كل من يستهزيء بهم في قوله  : ( قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ، لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ) !!
صحيح أنهم لم يذكروا في الآية ولكن نستطيع ان نعتبرهم من آيات الله ومعجزاته أو حتى في مقام الرسول  .. 

انتهى ..

هذا كان لسان حال أحد الشباب المتشدد الجيل الجديد ( New edition ) ضمن حوارات تعددت طرقها وبداياتها وتوحدت نهاياتها بالإقصاء والتبديع والتضليل وإنتهاءا بالتكفير. لست أبالغ ، فما حدث للفنان ناصر القصبي بعد انتقاده لسلوكيات بعض هذه الكائنات المتطرفة خير دليل على ذلك. حيث طالب العديد منهم بضرورة تأديبه القصبي تأديبا رادعا !! بل وقام كبيرهم (الشيخ العلامة الجهبذ) سعيد بن فروة بتكفيره من على رؤوس الأشهاد في منبر الجمعة !!!

ولأن ابن ابي فروة قد ظن كل الظن أنه وأشباهه رمز من رموز الدين التي يحرم الله علينا انتقادها أو ذكرها ببنت شفة لذا عُد ذلك عنده من نواقض الاسلام وموجبات الكفر !!
وتجاوز ذلك إلى إلقاء كل من رضي بذلك في الدرك الأسفل من النار!! بل وصل به الامر إلى الطعن في شرف الرجل "ومن على منبر الجمعة"!!
ووالله لو كان ابن فروة هذا في دولة الخلافة المزعومة لجز رأس ابن القصبي بلا رحمة ولا رأفة لأن هدفهم ليس التكفير إنما ما وراء ذلك. فلولا الحق المزعوم الذي يمنحه هؤلاء  لأنفسهم (حد الردة) من استباحة دماء و أموال وأعراض و إرهاب للخصوم لما كان للتكفير أهمية على مر العصور. وسواء كان التكفير بأهداف دينية أو بدوافع سياسية فالنتيجة واحدة وهي إسكات واقصاء المناوئين من جهة وجني الشهوات من أموال ونساء بغير وجه حق من جهة أخرى.

ولعل أكثر ما جعلني أكتب ما سأكتبه هو إستخدامهم لآية {قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ، لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ}  فكثير من الفقهاء يضع هذه الآية في وجه كل من يحاول انتقادهم "كأي بشر"
ويرهبون الغوغاء والسفهاء ليصبح لهم هيبة الرهبان وقداسة الباباوات !!
ولو تفكرنا قليلا في قوله تعالى  لما وجدنا لهم أي ذكر في الآية !!
فهم ليسوا ( الله )
ولا من ( آياته )
ولا من ( رُسله )

الأمر الآخر ..
كيف شرعوا لأنفسهم حدة الردة المزعوم  وكل الرويات بلا استثناء في السير (الطبري ، سيرة ابن هشام ، ابن كثير -البداية والنهاية- ، و زاد المعاد لابن القيم) أجتمعت على حدث واحد وهو أنه عندما نزلت هذه الآية ندم من استهزأ بالرسول  و أتوا إليه يعتذرون ومنهم وديعة بن ثابت ، ورسول الله واقف على راحلته ، فكان يقول وهو آخذ بحقبها : يا رسول الله ، إنما كنا نخوض ونلعب  و رسول الله معرض عنهم و يردد (لا تعتذروا اليوم قد كفرتم بعد ايمانكم), انتهت "الحكاية" . إذاً..  فالمولى عز و جل بنفسه حكم على هؤلاء المستهزئين  (بالكفر) بعد إيمانهم و السؤال الأبرز هنا.. لماذا لم يقتلهم رسول الله ؟؟؟
ألم يكفروا بعد إيمانهم؟؟؟
لماذا لم يُقم رسول الله فيهم حد الردة (المزعوم) ؟؟

وإني أتسائل إيضاً ..
أليس حد الرده أيضاً هو إكراه في الدين ؟؟؟
ألم يقل عز وجل ( لا إكراه في الدين ) ؟؟
ألم يقل عز وجل ( وقل الحق من ربكم فمنشاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) ؟؟
ألم يقل عز وجل ( إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا ) ؟؟
ألم يقل عز وجل ( وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) ؟؟
ألم يقل عز وجل ( لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر ) ؟؟
ألم يقل عز وجل ( قل ما أسألكم عليه من أجر إلا من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا ) ؟؟
ألم يقل عز وجل ( ذلك اليوم الحق فمن شاء اتخذ إلى ربه مآبا ) ؟؟
ألم يقل عز وجل ( لمنشاء منكم أن يستقيم ) ؟؟
لاحظ تكرار كلمة "شاء" !!
نعم أنت حر ...
بل أنت مكرم بهذا التخيير وحرية إتخاذ القرار ... وأي قرار ؟؟ قرار عبادة من خلقك !!
و هل يعقل أن أدعوك الى تملك شقة فارهة مجانا وأقول لك : هي لك متى ما شئت !! وعندما تسكنها أوصد عليك الأبواب و أقول لك إذا خرجت منها فدمك ومالك و عرضك حلااااااال !!
إذاً .. لا عقلاً ولا نقلاً يقبل حد الردة المزعوم؟؟ فهل يعقل أن تضرب سماحة كل هذه الآيات البينات وتكريمها لبني آدم في حرية عبادة خالقه بحديث ملفق ( من بدل دينه فقتلوه ) ؟؟ هكذا (فقتلوه)!!!
و هل هذا لفظ من أوتي جوامع الكلم صلى الله عليه وآله !!! لأنه و بناءا على هذا الحديث أنيقتل أي رجل بدل دينه ... سواء بدل دينه من اليهوديه الى النصارية أو حتى من البوذية للإسلام لأنه بدل دينه !! 
ولنا أن تتساءل من هم القدوة في ذلك؟ أليس الرسل في دعوتهم للدين؟  كيف وجههم المولى عز وجل في حالة رفض الناس للدين بعد دعوته إليه ؟؟
نعود مرة أخرى لمن هجرناه تدبراً ،  ونقرأ ماهو التوجيه الإلهي عندما يُعرِضُ الناس عن طاعة الله؟
قال تعالى : (فإن أعرضوا ،، فما أرسلناك عليهم حفيظا إن عليك إلا البلاغ )
وقال تعالى : ( فإن تولوا ،، فإنما عليه ما حمل وعليكم ما حملتم وإن تطيعوه تهتدوا وما على الرسول إلا البلاغ المبين)
وأورد أيضاً هذه الآية التي نقرأها كل يوم جمعة : ( فذكر إنما أنت مذكر –لست- عليهم بمصيطر)
وقال تعالى : ( ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت –تكره- الناس حتى يكونوا مؤمنين )!!
وقال تعالى : (ولو شاء الله ما أشركوا وما جعلناك عليهم حفيظا وما أنت عليهم بوكيل ) لماذا ؟؟ لأنه (لا إكراه في الدين) وبالتالي (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) وما هو الواجب علينا ( عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم ).


وقبل أن أختم ، أذكر أصحاب الفكر التراثي أننا هنا نقول بقول الله تعالى فقطـ، ليس لأننا لا نؤمن بمحمد، بل لأن البخاري شيء.. و رسول الله شئ آآآآخر!! وأن الفرق بين رسول الله وأولئك الذين حدثوا عنه  بقدر عدد السنين التي تفصلهم عن بعض  !!
نعود ونقول,
إن الدين شئ ومن يرتدي عباءته شئ آخر, وأن النقد الساخر لكل من إلتحى لا يُخرج من الملة, وأنه ليس لأحد حق إخراج أو إدخال من كان في دين الله.

دمتم  في رضوانه