الجمعة، 19 يونيو 2015

القصبي وقراصنة الكاريبي !!



أهل الحسبة !!

قباطنة سفينة النجاة !!
أناس أنتدبهم الله لإقامة هذاالدين الذي لن يقوم إلا بهم !!
فهم أبناء الله وأحبته !! المبشرون الجدد!! 
كيف لا وهم أهل الفلاح و التقى والورع والصلاح..
ألم يحميهم الله بأن كفر كل من يستهزيء بهم في قوله  : ( قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ، لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ) !!
صحيح أنهم لم يذكروا في الآية ولكن نستطيع ان نعتبرهم من آيات الله ومعجزاته أو حتى في مقام الرسول  .. 

انتهى ..

هذا كان لسان حال أحد الشباب المتشدد الجيل الجديد ( New edition ) ضمن حوارات تعددت طرقها وبداياتها وتوحدت نهاياتها بالإقصاء والتبديع والتضليل وإنتهاءا بالتكفير. لست أبالغ ، فما حدث للفنان ناصر القصبي بعد انتقاده لسلوكيات بعض هذه الكائنات المتطرفة خير دليل على ذلك. حيث طالب العديد منهم بضرورة تأديبه القصبي تأديبا رادعا !! بل وقام كبيرهم (الشيخ العلامة الجهبذ) سعيد بن فروة بتكفيره من على رؤوس الأشهاد في منبر الجمعة !!!

ولأن ابن ابي فروة قد ظن كل الظن أنه وأشباهه رمز من رموز الدين التي يحرم الله علينا انتقادها أو ذكرها ببنت شفة لذا عُد ذلك عنده من نواقض الاسلام وموجبات الكفر !!
وتجاوز ذلك إلى إلقاء كل من رضي بذلك في الدرك الأسفل من النار!! بل وصل به الامر إلى الطعن في شرف الرجل "ومن على منبر الجمعة"!!
ووالله لو كان ابن فروة هذا في دولة الخلافة المزعومة لجز رأس ابن القصبي بلا رحمة ولا رأفة لأن هدفهم ليس التكفير إنما ما وراء ذلك. فلولا الحق المزعوم الذي يمنحه هؤلاء  لأنفسهم (حد الردة) من استباحة دماء و أموال وأعراض و إرهاب للخصوم لما كان للتكفير أهمية على مر العصور. وسواء كان التكفير بأهداف دينية أو بدوافع سياسية فالنتيجة واحدة وهي إسكات واقصاء المناوئين من جهة وجني الشهوات من أموال ونساء بغير وجه حق من جهة أخرى.

ولعل أكثر ما جعلني أكتب ما سأكتبه هو إستخدامهم لآية {قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ، لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ}  فكثير من الفقهاء يضع هذه الآية في وجه كل من يحاول انتقادهم "كأي بشر"
ويرهبون الغوغاء والسفهاء ليصبح لهم هيبة الرهبان وقداسة الباباوات !!
ولو تفكرنا قليلا في قوله تعالى  لما وجدنا لهم أي ذكر في الآية !!
فهم ليسوا ( الله )
ولا من ( آياته )
ولا من ( رُسله )

الأمر الآخر ..
كيف شرعوا لأنفسهم حدة الردة المزعوم  وكل الرويات بلا استثناء في السير (الطبري ، سيرة ابن هشام ، ابن كثير -البداية والنهاية- ، و زاد المعاد لابن القيم) أجتمعت على حدث واحد وهو أنه عندما نزلت هذه الآية ندم من استهزأ بالرسول  و أتوا إليه يعتذرون ومنهم وديعة بن ثابت ، ورسول الله واقف على راحلته ، فكان يقول وهو آخذ بحقبها : يا رسول الله ، إنما كنا نخوض ونلعب  و رسول الله معرض عنهم و يردد (لا تعتذروا اليوم قد كفرتم بعد ايمانكم), انتهت "الحكاية" . إذاً..  فالمولى عز و جل بنفسه حكم على هؤلاء المستهزئين  (بالكفر) بعد إيمانهم و السؤال الأبرز هنا.. لماذا لم يقتلهم رسول الله ؟؟؟
ألم يكفروا بعد إيمانهم؟؟؟
لماذا لم يُقم رسول الله فيهم حد الردة (المزعوم) ؟؟

وإني أتسائل إيضاً ..
أليس حد الرده أيضاً هو إكراه في الدين ؟؟؟
ألم يقل عز وجل ( لا إكراه في الدين ) ؟؟
ألم يقل عز وجل ( وقل الحق من ربكم فمنشاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) ؟؟
ألم يقل عز وجل ( إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا ) ؟؟
ألم يقل عز وجل ( وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) ؟؟
ألم يقل عز وجل ( لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر ) ؟؟
ألم يقل عز وجل ( قل ما أسألكم عليه من أجر إلا من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا ) ؟؟
ألم يقل عز وجل ( ذلك اليوم الحق فمن شاء اتخذ إلى ربه مآبا ) ؟؟
ألم يقل عز وجل ( لمنشاء منكم أن يستقيم ) ؟؟
لاحظ تكرار كلمة "شاء" !!
نعم أنت حر ...
بل أنت مكرم بهذا التخيير وحرية إتخاذ القرار ... وأي قرار ؟؟ قرار عبادة من خلقك !!
و هل يعقل أن أدعوك الى تملك شقة فارهة مجانا وأقول لك : هي لك متى ما شئت !! وعندما تسكنها أوصد عليك الأبواب و أقول لك إذا خرجت منها فدمك ومالك و عرضك حلااااااال !!
إذاً .. لا عقلاً ولا نقلاً يقبل حد الردة المزعوم؟؟ فهل يعقل أن تضرب سماحة كل هذه الآيات البينات وتكريمها لبني آدم في حرية عبادة خالقه بحديث ملفق ( من بدل دينه فقتلوه ) ؟؟ هكذا (فقتلوه)!!!
و هل هذا لفظ من أوتي جوامع الكلم صلى الله عليه وآله !!! لأنه و بناءا على هذا الحديث أنيقتل أي رجل بدل دينه ... سواء بدل دينه من اليهوديه الى النصارية أو حتى من البوذية للإسلام لأنه بدل دينه !! 
ولنا أن تتساءل من هم القدوة في ذلك؟ أليس الرسل في دعوتهم للدين؟  كيف وجههم المولى عز وجل في حالة رفض الناس للدين بعد دعوته إليه ؟؟
نعود مرة أخرى لمن هجرناه تدبراً ،  ونقرأ ماهو التوجيه الإلهي عندما يُعرِضُ الناس عن طاعة الله؟
قال تعالى : (فإن أعرضوا ،، فما أرسلناك عليهم حفيظا إن عليك إلا البلاغ )
وقال تعالى : ( فإن تولوا ،، فإنما عليه ما حمل وعليكم ما حملتم وإن تطيعوه تهتدوا وما على الرسول إلا البلاغ المبين)
وأورد أيضاً هذه الآية التي نقرأها كل يوم جمعة : ( فذكر إنما أنت مذكر –لست- عليهم بمصيطر)
وقال تعالى : ( ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت –تكره- الناس حتى يكونوا مؤمنين )!!
وقال تعالى : (ولو شاء الله ما أشركوا وما جعلناك عليهم حفيظا وما أنت عليهم بوكيل ) لماذا ؟؟ لأنه (لا إكراه في الدين) وبالتالي (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) وما هو الواجب علينا ( عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم ).


وقبل أن أختم ، أذكر أصحاب الفكر التراثي أننا هنا نقول بقول الله تعالى فقطـ، ليس لأننا لا نؤمن بمحمد، بل لأن البخاري شيء.. و رسول الله شئ آآآآخر!! وأن الفرق بين رسول الله وأولئك الذين حدثوا عنه  بقدر عدد السنين التي تفصلهم عن بعض  !!
نعود ونقول,
إن الدين شئ ومن يرتدي عباءته شئ آخر, وأن النقد الساخر لكل من إلتحى لا يُخرج من الملة, وأنه ليس لأحد حق إخراج أو إدخال من كان في دين الله.

دمتم  في رضوانه

هناك 8 تعليقات:

  1. كلام جميل
    لكن لدي رأي صغير اتمنى يلقى عندك القبول
    لماذا هذه الحرب هل من الواجب لدينا الاستهزاء بأي شخص بغض النظر عن ماهية الشخص كان ليبرالياً او ملتحي او اياً كان لماذا هذه الاحزاب والطائفيه والتزمت لرأي معين يمكن ان يكون عند البعض رأياً رآه في مخيلته وقدره تقدير خاطئ لماذا نرى دائماً في الاونه الاخيره نظرة المؤامره والتكريه والتحريض ليس بالضروره ان بعض الشيوخ يحكم هذه الاحكام كما انت ترى انه تقديس وسلطه والعكس صحيح
    يا اخ لويس نحن تربينا ونشأنا على هذه الوتيره وتعلمنا منذ الصغر
    والاستجابة تحددها رفضاً او قبولاً طبيعة الثقافة كما تحددها تعقيدات الظروف والاوضاع او بساطتها ونوع السلطه القائمه وهامش الحريه المتاح والتشكيلات الاجتماعية وانت تعرف ان الثقافه العربيه ضحله وتكاد تكون اشد الثقافات استعصاء على التنوير
    فنحن نرى الشعوب التي تنتمي الى ثقافات اخرى من الغرب والشرق تتواثب الى انفاق التخلف وتبعد عن القمه والعكس للاسف هو الصحيح فهم يتواثبون خارج انفاق التخلف ويتسابقون الى القمم وللاسف ايضاً اصبحنا نحن العرب نشازاً نسير في الاتجاه المعاكس للتطور الحضاري
    ياريت نبعد عن تيار المؤامره ونتكلم بايجابيه ليس بالحقد والتحريض دع العقل يخرج من الدائره المغلقه ويجد الصواب بنفسه بعيداً التشهير والتجريح والانتقاص

    ردحذف
  2. قبحهم الله ومن يدافع عنهم الكاذبين المزورين الكهنوت لن تجد من يدافع عنهم الا شاكلتهم أو من القطيع اعمى البصر والبصيره مثلهم .... شكرا لك كم سعدت بالقراءه لك

    ردحذف
  3. اليس هذا عصر الفتن؟

    ردحذف
  4. يا اخي أن تاتيني بما اتفق عليه اهل العلم وتقول أن الاحاديث الصحيحه من البخاري ومسلم خاطئة وملفق حتى لو اعتبرت صحيحه
    شيء لا يدخل العقل ولاسيما اذا ردك تفسيرا منك للقرآن حيث (شاء ) حسب ما قاله العلماء هو لمن لم يدخل الاسلام بعد

    ردحذف
    الردود
    1. فليكفر ،فكيف تكفر ولم تكن من المسلمين،فكل من كفر رفض الاسلام فلا يقام عليه حد الردة.،،النفس بالنفس..،ولا حاجت لك تفسير العلماء. ،.،القران فصلت آياته

      حذف
    2. Faisal Alghamdi12 مايو، 2017 1:11 ص
      الله سبحانه وتعالى يقول : (( كتابٌ فُصلت آياته )) .. وقولك هو قول المفسرين فقط .. ولو شاء الله أن يعني بـ كلمة ( شاء ) من لم يدخل في الإسلام بعد لذكر هذا في كتابه .. ولم يجعل ذلك رهن تفسير المفسرين وحُفاظ الأحاديث
      ردحذف

      حذف
  5. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف