الأربعاء، 25 نوفمبر 2015

كشف المستور في حكم الأنبذة والخمور!!



رافقت الخمر الإنسان منذ الأزل ..
و صاحبته  في حله و ترحاله،
و فرحه .. و ترحه ..
و معاركه .. و ليالي أنسه ..
و لعبت دوراً هاماً في حياة الإنسان منذ العصور الأولى لفجر التاريخ ، فلم يخلو تاريخ أمة إلا وذكر فيها شأن الخمر . فكان أول ذكر لها في ملحمة جلجامش ببلاد مابين النهرين عندما كسر الملك جلجامش مع إنكيدو الخبز وشرب معه الخمر(2750-2350 ق.م) .



كما اكتشف لوح طيني مسماري مفخور يعود إلى 2050 ق.م، يحوي وصفة لصناعة خمر الشعير (البيرة) في مدينة أور السومرية.
أما في حضارة المصريين القدماء فمناظر جمع العنب ودهسه بالأرجل أو عصره وتصنيع خمرة الشعير تشاهد وبكثافة على جدران مقابر عصور مصر المختلفة. 

لقد عرفت الخمر لدى مختلف الحضارات قبل الديانات "السماوية" بآلاف السنين ولكن في الديانتين اليهودية والنصرانية نجد تحريم السُكر فيما أجازت شرب الخمر . فقد جاء في التوراة والتلمود (تعاليم الأحبار) أن الخمر عند اليهود مباح و مجاز شرب القليل منه في المناسبات الاجتماعية ، وليست حراما أو محظور  مادامت تشرب باعتدال ودون إفراط ولكنها في المقابل حذرتا من السكر بالخمر الذي فيه الخلاعة. أما فقهاء الإسلام  فقد تطرفوا "كعادتهم"  في تحريم شرب الخمر بالكلية بل ونسبوا الى رسول الله أنه لعن ساقيها وبائعها وعاصرها وحاملها  وآكل ثمنها !!


لذا سنتاول في مقالنا هذا موضوع الخمر على جزئين ، الجزء الأول سنعرض قول الفقهاء بتحريم الخمر على كتاب الله  ثم سنتحدث في الجزء الثاني عن تاريخ الخمر وفوائد الطبية.

الجزء الأول: 
هل الخمر محرمة في كتاب الله ؟

قبل كل شيء ، يجب التفريق بين (التحريم) و(الإجتناب) من ناحية.. و(الخمر) و(السُّكر) من ناحية أخرى .
فالتحريم أمر خاص بالله وحده (من القرآن) ولا يشاركه فيه ذلك أحدا ، وحين يأتي أمر الله بالتحريم يأتي مباشرة  في القرآن بلفظ الكلمة أو مشتقات الجذر(ح ر م)، أما النهي عن الأشياء فيشترك في الأمر "باجتنابها" المولى عز وجل في كتابه الكريم والنبي لزمانه والناس من خلال الهيئات التشريعية والمجالس البرلمانية في كل زمن يخصهم.

بالتالي،  فالله يُحرم  و ينهى ، أما الإنسان فهو ينهى فقط ولكن لا يحرم حلالاً أو يحلل حراماً. والفرق أن المحرمات في كتاب الله "أزلية"  وتسري على كل زمان ومكان ، فقتل النفس والسرقة و الكذب والغش التجاري وشهادة الزور وغيرها هي محرمات بنص كتاب الله و في كل التشريعات ولن تجد برلمان في الدنيا يجتمع على تحليل السرقة أو الغش التجاري أو الكذب مثلاً.

إن المحرمات محصورة في كتاب الله بثلاثة عشر محرماً فقط ، ولا يحق لكائن من كان أن يزيد على تلك المحرمات الإلهية. لذلك أنزلت آية تعاتب رسول الله عندما حرم محرماً واحداً على نفسه!! (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ).  أما النهي والأمر بالاجتناب ، فهو ظرفي ومعلول بعله ويزول بزوال العلة وذلك وفقاً لما تمليه الحاجة الظرفية. وبالتالي فكل أمر لم ينص على التحريم سواء في كتاب الله أو في التاريخ النبوي هو تشريع "دون" التحريم يسن لتقيد أمر حلال ولوقت محدد في ظرف معين. 
مثال: نقل البضائع حلال ولكنه يخضع للقيود الجمركية . وبالتالي تهريب البضائع من (المنهيات) يجب اجتنابها  وليست من المحرمات الإلهية . مثال آخر : الانتقال من البيت للعمل حلال ولكن ضمن قيود وضوابط السير وبالتالي  قطع الإشارة والسرعة في الطريق من المنهي.

نأتي لمفردتي (الخمر) و (السُّكر) في كتاب الله لنجد أنهما وردتا في خمس مواضع على النحو التالي :


الموضع الأول :
( وَمِن ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَ رِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ) (النحل الآية 67). هنا يصف المولى عز وجل ان الثمرات تتخذ لأمرين إما ( سكراً ) و إما (رزقاً حسناً)  وهذه الآية وصفية ولا يوجد بها أي نص تشريعي.

الموضع الثاني  :
عندما سُأل النبي عن الخمر (والأرجح أن ذلك كان بين السنة الثالثة والسنة الثامنة بعد الهجرة حسب الروايات -ان صحت-) نزلت الآية : " يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَ مَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا" (البقرة، الآية 219).
هنا يجب أن نستحضر الآية السابقة في الموضع الأول مع هذه الآية في الموضع الثاني لأنهما مرتبطتين مع الآيات الثلاث الأخريات التي سنأتي على ذكرها  (ترتيل*). فذكر الله في  الآية الأولى أن الخمر يتخذ لأمرين هما (سكراً) و(رزقاً حسناً)، وفي الآية الثانية ان الخمر  فيها (إثم كبير) و (منافع للناس) ولو قمنا بتلاوتهما سوية * ، لوجدنا أن (السُكر) هو الإثم الكبير و (الرزق الحسن) هو منافع للناس. و كلتا الآيتين لم تتضمن حكم تشريعي.

* (هامش: الترتيل من الرتل،  و رتل الأيآت أي وضعها في رتل واحد حسب موضوعها Themes.
* (أما التلاوة : فهو الربط بشكل متتالي ولذلك يقال "تلى الشيء الشي" وقولنا "التالي ذكر" )

الموضع الثالث :
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ " (النساء – الآية 43)
هنا يأمرنا الله بعدم الإقتراب من الصلاة ونحن واقعون في الإثم الكبير (السُّكر). و السُّكر هو حالة الهذيان وغياب العقل أو ما يسمى بــ(الثُّمالَة ) التي تأتي بعد النشوة وتكون بسبب الإكثار من  شرب الخمر (لَقَالُواْ إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ) ولذلك أعقب تعالى بقوله (حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ) لأنك عندما تتحدث بقول لا تعلمه فقد أصبحت في حالة غياب تام عن العقل وهذا ما حرمه الله في الموضع الخامس الذي سنأتي على ذكره *.
(*هامش: قد يرد البعض بأن الآية السابقة هي منسوخة و نحيله الى كتاب (لا ناسخ ولا منسوخ فى القرآن الكريم) للكاتب أحمد صبحى منصور ) (2).
أما القول بأن شرب الخمر يؤدي الى السُكر بالضرورة وبالتالي الخمر محرم ، نقول:
 أولا .. أن الغضب يولد سَكرة مماثلة ونتائجها كخطورة سَكرة الخمر وأكثر فهل الغضب حرام!!

ثانياً .. إن الخمر لا يؤدي بالضرورة إلى السُكر (الهذيان) فليس كل شارب خمر سكران كما أن منافع الخمر كثيرة في الصحة وفي العلاج ولا يمكن بالتالي تحريمها بالمطلق ولكن يبقى رجس أي مختلط بإثم وهذا ما يؤكده العلم  أن العقل لا يغيب بمجرد شرب الخمر أو بمجرد تعاطي الكحول مباشرة .. حيث يمر شارب الكحول بأربع مراحل للوعي:
١مرحلة الرصانة Sobriety 
٢مرحلة النشوة  Euphoria
٣مرحلة الإثارة  Excitement
٤ثم تأتي مرحلة السكر أو ال(Confusion) وهي  مرحلة الهذيان (أن تقول  ما لا تعلم)  وهنا لا تسمح لك كثير من القوانين في دول العالم باتخاذ القرارات أو ممارسة مهنة الطب أو حتى قيادة السيارة .


هذا  الجدول يبين مراحل الوعي ومعدلات الشرب التقريبية حسب نسبة الكحول في الدم قبل الوصول لمرحلة السكر أو (المرحلة الرابعة - Confusion) وهي مرحلة الهذيان وغياب العقل وليس الوعي لأن غياب الوعي يكون في المرحلة السادسة ويسمى بالغيبوبة (Coma ) أو اللاوعي (Unconsciousness) .
لذلك علينا أن نجتنب الخمر قدر الإستطاعة لأنه منهي عنه ، فإن وقعنا في  شرب الخمر لا يجب أن نثمل فتذهب عقولنا ونقع في المحرم (السكر) فنقول ما لا نعلم. 

الموضع الرابع:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (المائدة – الآية 90)
هنا يلاحظ وبشكل صريح أن الله أمرنا  بإجتناب (الخمر) ولم تأتي الآية بصيغة التحريم .  ولو أراد الله تحريم أمرٍ لجاء بشكل صريح ومباشر كما قال في شأن كل المحرمات مثل (حرمت عليكم الميتة والدم) و(حرمت عليكم امهاتكم) و (أحل الله البيع وحرم الربا) !! أما الخمر فهو من المجتنبات. ونخلص من الموضع الرابع ان الله أمر (بإجتناب) الخمر لأن "رجس" ، ولكن لنرى ماذا قال الله في (السُّكر) الذي هو نتيجة  "غير حتمية" لشرب الخمر في الموضع الخامس.

الموضع الخامس:
(قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ)
في هذا الموضع تتجلى الحكمة من الأمر بإجتناب الخمر ، حيث يحرم الله صراحة مجموعة من الأفعال (الفواحش والإثم والبغي والشرك بالله) وبما أن (السُّكر) هو (إثم كبير) نقول ان السُّكرهو المحرم ولا يرقى مجرد شرب الخمر إلى مرتبة المحرمات .


لنقوم بتلاوة الأيات الخمس (التلاوة = الربط )
1-     (وَمِن ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَ رِزْقًا حَسَنًا )
المعنى: تتخذ الثمرات  لأمرين إما ( سكراً ) أو (رزقاً حسناً)
2-      (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَ مَنَافِعُ لِلنَّاسِ)
المعنى: الخمر فيه (إثم كبير) وفيه (منافع) للناس. لذلك هو رجس أي مختلط (الرجس غير النجس)
3-     (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ)
المعنى: إجتناب الخمر حتى لا نقع في (إثم الخمر) وهو (السُكر) ..
4-     (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ)
السكر ( أو الثمالة لدرجة الهذيان) هو إثم كبير يدخل ضمن دائرة المحرمات التي حرمها الله



قد يرد في ذهن القارئ السؤال التالي  "إن كان السكر هو رجس الخمر، فما هو رجس الميسر والأنصاب والأزلام؟"
وهنا نورد و بإيجاز ما قاله الدكتور محمد شحرور في كتابه -نحو أصول جديدة للفقه الإسلامي- الفصل الثاني (3)

أولا: الوثنية : (الأنصاب و الأزلام / واجتنبوا الرجس من الأوثان / واجتنبوا الطاغوت)
ان رجس الأنصاب هو الذبح عليها ورجس الأزلام هو الاستقسام بها. ونلاحظ أن الذبح على الأنصاب والاستقسام بالأزلام قد حرّمها الله في آية محرمات الطعام {وما ذبح على النصب وأن تستقسموا بالأزلام} المائدة
وإجمالاً، الاوثان أو (الظاهرة  الوثنية) قديمة و مازالت لها أشكال معاصرة فمن وثنية الظواهر الطبيعة وعبادة المادة إلى عبادة الحجر والبقر والبشر سواء كانوا أمواتاً من "السلف الصالح" أو "الأولياء الصالحين" أو  الأحياء منهم كالأمراء والسلاطين والرؤساء . وبالتالي، مازالت الوثنية تعيش (بجانبنا) وفي حياتنا اليومية .
أما رجس الأوثان فهو الاختلاط به كالأنظمة الطاغوتية وشركيات القبور  وبالتالي لابد من "تجنبها" ولكن لا نبتعد عنها أو نعتزلها لذلك كان التوجيه الرباني بالاجتناب (مجانبة) كوننا نجانبها رغما عنا ولو حرمها لقال (لا تقربوا) ولأصبحت إشكالية في كيفية إعتزال المجتمع كما فعلت داعش وغيرها.

ثانياً: قول الزور (واجتنبوا قول الزور)
(قول الزور) غير (شهادة)الزور وأكثر شيوعاً ، حيث نلاحظ قول الزور كظاهرة بين(جوانب)الناس في البيع والشراء و المعاملات ومخاطبة الحكام ومدحهم بالشعر وغير لذلك.  ولأنها شائعة، أمرنا بمجانبتها ولكن لا نبتعد عن المجتمع ونعتزله لأنه قال زوراً أو مدح حاكماً.

ثالثاً:  الميسر
كما أن السُكر هو رجس الخمر كذلك القمار هو رجس الميسر، والسكر والقمار يسببان العداوة والبغضاء بين الناس. (إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ)

(تنويه: يجب عدم الخلط بين الرجس والنجس والرجز، فالرجس هو الآمر المختلط والنجس هو الخبث او النجاسة المعنوية أما الرجز فهو العذاب والاثم ).


نخلص للقول بأن من ادعى أن الاجتناب هو أكبر درجة من التحريم  فإنما هو بذلك يقوم بالمزاودة على الله، والجدير بالذكر هنا أن الإمام أبي حنيفة النعمان قد أباح شرب الخمر شريطة عدم ذهاب العقل (السكر).

إن  رأي السادة الأحناف معروف  في حكم الأشربة سواء ما نُبذ وصار نبيذا أو ما خمُر فصار خمراً، وأورد ذلك ابن رشد الحفيد في كتابه بداية المجتهد: (وأما الأنبذة فإنهم اختلفوا في القليل منها الذي لا يسكر، وأجمعوا على أن المسكر منها حرام )  وكذلك قال فقهاء الكوفة وأكثر علماء البصريين: إن المحرم من سائر الأنبذة المسكرة هو السكر نفسه لا العين في حين قال جمهور فقهاء الحجاز : قليل الأنبذة  وكثيرها المسكرة حرام (4). 

كما استند الأحناف وغيرهم الى احاديث كثير عن رسول الله في صحيح مسلم ومسند أحمد نورد منها الحديثين التاليين:
كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستسقى . فقال رجل : يا رسول الله ! ألا نسقيك النبيذ ؟ فقال ( بلى ) قال فخرج الرجل يسعى . فجاء بقدح فيه نبيذ . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ألا خمرته ولو تعرض عليه عودا ! ) قال فشرب .
الراوي: جابر بن عبدالله
خلاصة الدرجة: صحيح
المحدث: مسلم
المصدر: صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 2011
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنهما أنه : كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : يا عبد الله أمعك ماء قال : معي نبيذ في إداوة فقال : اصبب علي فتوضأ قال : فقال النبي صلى الله عليه وسلم : يا عبد الله بن مسعود شراب وطهور
الراوي: عبدالله بن عباس
خلاصة الدرجة: إسناده صحيح
المحدث: أحمد شاكر
المصدر: مسند أحمد
الصفحة أو الرقم: 5/295


الجزء الثاني : 
تاريخ الخمر وفوائده الصحية

للنبيذ تاريخ طويل كشكل من أشكال الدواء وكبديل آمن لمياه الشرب، وكذلك كمطهر للجهاز الهضمي وعلاج الجروح  والمساعد على الهضم. ولقد كان للخمر دور طبي هام في مصر القديمة واستخدم كعلاج لأمراض الإعياء والإسهال ولتخفيف آلام الولادة كما تصف مخطوطات عدة.
لقد كان للنبيذ تاريخ طويل ومقترن بالطعام الذي يساعد في إدارة الوزن بتحفيز الدورة البابية في الكبد وسرعة الهضم . ويعتقد آرثر اغاتستون (Arthur Agatston) أن النبيذ ممكن أن يقدم منافع إيجابية في إدارة الوزن إذا تم استهلاكه مع الأكل.(5)
كما تشير دراسات علم الأوبئة الدنماركية إلى أن عددا من الفوائد الصحية النفسية والتعليمية (وكذلك نسبة الذكاء) ترتبط بشكل ايجابي مع شرب النبيذ حيث أظهرت النتائج أن الذين يشربون النبيذ بانتظام معدلاتٍ أعلى من نظرائهم الذين لا يشربون. (6)
فيما أشارت أبحاث متزايدة أن المستهلكون للنبيذ بشكل معتدل يحظون بمعدلات وفاة أقل من المستهلكين بغزارة أو الممتنعين إطلاقاً عن شربها. ومن وجهة نظر بحثية بدأ العلماء بالتفريق بين استهلاك الكحول لمختلف أنواع المشروبات (النبيذ والبيرة والمشروبات الروحية). فيما ذكر العلماء أن الفرنسيون يحظون بمعدلات أقل لأمراض القلب !! وأحد التفسيرات لهذا الأمر هي "المفارقة الفرنسية" وتعني الاستهلاك الدائم للنبيذ الأحمر مع الوجبات اليومية. كما أُثبت علميا أن النبيذ كواحد من أقوى مضادات الأكسدة يمنع تلف الخلايا وتحولها إلى خلايا سرطانية و يعيد التوازن الى أجهزة جسم الإنسان.
إن جميع الآثار الصحية السلبية التي ارتبطت بالمشروبات الكحولية وخصوصاً تليف الكبد كانت نتيجة الاستهلاك الزائد والمفرط . وإجمالاً فإن زيادة استهلاك العناصر الغذائية كالفيتامينات والمعادن بلا استثناء تسبب اعتلالات صحية خطيرة على الانسان. فما هو الاستهلاك المعتدل للنبيذ؟
تقوم أغلب الأبحاث في الفوائد الصحية الإيجابية لاستهلاك النبيذ بالتمييز بين الاستهلاك المعتدل والمفرط.
فالاستهلاك المعتدل والصحي يختلف من شخص لآخر حسب العمر والجنس وعوامل الوراثة والوزن وقامة الجسم وغيرها . ولكن أوصت دراسات وأبحاث القلب ان الاستهلاك المعتدل هو كوب واحد 8 أونصات (250 مللتر) كل يوم للنساء وكوبين يوميا (500 مللتر) للرجال .(5)





ختاماً..
إن شرب الخمر عادة اجتماعية منذ الأزل وخيار فردي لا يحكمه أحد فهناك من الشخصيات المشهورة  مثل امية بن ابي الصلت وورقة بن نوفل وعثمان بن عفان وغيرهم  من لم يشرب الخمر حتى قبل الإسلام .
كما أن الخمر لم يحتل أهمية و أولوية في الدعوة "الإسلامية" فقد أرسل محمد صلى الله عليه وسلم الى قومه ثلاث عشرة سنة قبل الهجرة و كان المسلمون يشربونها كالمشركين وظل من اعتاد عليها قبل الاسلام يشربها  ويتاجر بها ويأخذها في غزواته ومعاركه.  كما ان القرآن فى البداية قد مدح الخمر واعتبرها رزقا حسنا ، كما استمر ذلك الوضع بلا نهي أو توجيه بالإجتناب حتى السنة الخامسة أو الثالثة  بعد الهجرة على أقل تقدير  (7) وبالتالي لنا أن نتخيل حقيقة أن الرسول كان يجلس مع صحابته خمسة عشر سنة  (على الأقل) ومنهم من كان يشرب الخمر. كما حدث وشرب جماعة من الصحابة عند عبد الرحمن بن عوف  حتى ادركتهم الصلاة فأمهم احد الصحابة فقرأ "قل يا ايها الكافرون لا اعبد ما تعبدون" فحذف "لا"، فنهاهم القرآن عن الصلاة في حال السكر "يا ايها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وانتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون" (ان صحت الرواية) . فاستمر الشاربون على شربهم ولكنهم تجنبوا الصلاة عندما يكونوا سكارى.

كذلك أستمر بعض الصحابة في شرب الخمر وقصة عبدالرحمن بن عمر بن الخطاب (أبا شحمة) مشهورة ، وكذلك محمد بن ابي بكر الصديق ومحمد بن ابي حذيفة. وفى عصر عثمان بن عفان كان أخوه  لأمه الوليد بن عقبة يشرب الخمر, وكان والياً في عهد أخيه على الكوفة، فصلى بالناس وهو سكران، فزاد في الصلاة، ثم قال لهم ان شئتم زدتكم. أما فى عصر الخلافة الأموية والعباسية فحدث ولا حرج. (8)

ونقول أن المسألة ليست بذلك الإحتقان المبالغ فيه  والذي يصفه لنا المتشددون من أهل التراث سواءً من سنة أو شيعة في حق كل من شرب الخمر وكأن من شربها قد أصابته لعائن الدنيا والأخرة!!   ولكن الذين نسبوا الى رسول الله أنه لعن شارب الخمر وساقيها وبائعها وعاصرها وحاملها  وآكل ثمنها !! ونسبوا إليه أن من شرب الخمر لم تقبل له صلاة أربعين صباحا  وإنه إن مات دخل النار!!  وأن من شرب الخمر ثم تاب ثم عاد إليها ثم رجع وتاب مرة أخرى لا تقبل توبته و يسقى من نهر الخبال. أي صديد أهل النار. كله من ذكر تلك الأحاديث ورهب بها قد تجاهل حديث البخاري في الحدود (6775) ، أن  نعيمان - أو بابن نعيمان – (صحابي) أتى للنبي  وهو "سكران" ، فأمر من في البيت أن يضربوه فضربوه بالجريد والنعال.  فقط لا غير!!

إن هذه السادية  و السوداوية في خطاب الكهنة يتنافى مع  رحمة الله  ويتعارض مع كتابه الكريم الذي لم يشرع  أصلاً عقوبة دنيوية لمن ارتكب الإثم الكبير (السكر) !! فلا يوجد أيةً واحدة في القرآن الكريم تنص على جلد كل من سكر ولو بجلدة واحدة كما ذكر في حق  من ارتكب الزنى مثلاً !! ولكن الحقيقة أن الذهنية التي إحتكرت التشريع الإلهي وقدمت "التراث الإسلامي" على أنه "سنة"  مكملة للقرآن الناقص ووضعت رهباناً وأرباباً أصبحت ترى في نفسها الوكيل الشرعي لله على الناس وترى ما لا يراه الله وذلك على مبدأ "درء المفاسد مقدم على جلب المصالح" لتضع أحكاماً انتقائية  مفتراة على الله ومحرفة لدينه ومشوهة لسماحة  الدين ويسره.

لويس غرم الله




المراجع /
1. القرآن الكريم
2 . (لا ناسخ ولا منسوخ فى القرآن الكريم). أحمد صبحي منصور، دار المثقفون العرب، القاهرة
3 . (نحو أصول جديدة للفقه الإسلامي)، للدكتور محمد شحرور ، دار الأهالي للطباعة والنشر والتوزيع، 2000، دمشق
4. (بداية المجتهد ونهاية المقتصد في الفقه ) ، لابن رشد الحفيد، دار ابن الحزم 
5. Agatston, A. The South Beach diet: the delicious, doctor-designed, foolproof plan for fast and healthy weight loss. Macmillan.(2005)
6. E.L. Mortensen, H.H. Jensen, S.A. Sanders, J.M. Reinisch "Better psychological functioning and higher social status may largely explain the apparent health benefits of wine." Archives of Internal Medicine: Vol. 161 No. 15 (August, 2001)
7. (مقدمة في التاريخ الاخر : نحو قراءة جديدة للرواية الاسلامية ) للدكتور سليمان بشير ، 2012، منشورات الجمل ، بغداد
8. ( الخمر والنبيذ في الاسلام )- للباحث علي المقري ، رياض الريس للكتب والنشر –بيروت – لبنان.


هناك 35 تعليقًا:

  1. مقالة جميلة و متوازنه , لكن أظل أقول إن الإبتعاد منه أولى

    ردحذف
  2. أستطيع ان اتفهم استخدام الخمر في العلاج و تطهير الجروح و ما إلى ذلك
    لكن لا أتقبل فكرة شرب الخمر فقط للمزاج, بالذات أن القرآن قال انه من عمل الشيطان, و لا أستطيع تقبل فكرة ان عمل الشيطان حلال هذا بالاضافة للأضرار اللتي يحدثها الشرب على الجسم

    ردحذف
  3. الكلام مقنع لكن فيه عندي سوال فيه ايه بالقران اللي هي : فاجتنبوا الرجس من الاوثان
    اذا على كلامك وعلى حسب اللي فهمته انو خلاص نقدر نشرك لان الله ما حرم بس قال اجتنبوا
    سؤال عن فضول وبحث عن الحقيقة مو تبجح .. تحياتي

    ردحذف
  4. انت تحاول تتحايل شوي لمين تحلل الخمر

    ردحذف
  5. كنت في جميع كلامك تنكر الأحاديث ورواتها وكنت تقول كلها غير صحيحة والآن لغرض إباحة الخمر تستند على أحاديث وتذكرها لتقنع من يقرأ لك التحليل!! لقد إتضح غرضك وهو إبعاد الناس عن الإسلام بأي وسيلة. خسئت وخبت وخاب مسعاك

    ردحذف
    الردود
    1. لا يا صديقي نحن لا ننكر الأحاديث المنسوبة للنبي بالجملة ..
      نحن نأخذ منها ما يوافق كتاب الله ..
      و نرد ما خالف صريح القرآن دون محاولة لتأويل الأحاديث أو لوي اعناق الايات .

      حذف
  6. حضرتك استخدمت حيلة جمود المصطلح لتسوق القارئ الى فكرتك بالإضافة الى إفتراضك أن كل ما نقل عن الرسول صلى الله عليه وسلم محرف أو لا يحمل قيمة " وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا", لذلك الأحاديث الشريفة ركن أساسي في تشريع الحلال والحرام لأن القرآن الكريم رسالة لقواعد الإيمان بالله و مفاتيح تفكر للأحكام و ليس دستور مدني !! , نقطة التلاعب بالمصطلح: الإجتناب كمفردة تحمل معنى التحريم و بشكل مباشر, التجنب هو البعد عن الشييء بشكل كامل و تشمل حتى البعد المكاني و البعد عن التداول به أيضا و هذا تأكيد أن كلمة تجنب تعني بالضرورة التحريم و ليس كما أشرت . النقطة الأهم هي أن كلمات النهي الصادرة بالقرآن الكريم لا تخضع لنسبية التفضيل و الرغبه لأنها لو كانت كذلك لما كان هنالك داعي من ذكرها !! وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ. و أخيرا بالنسبة للخمور عند النصارى واليهود .. هنالك طوائف من اليهود تحرم شربها نهائيا و هذا الأصل أما انك تستند الى ما تم تحريفه من كتبهم كمصدر فهذا تدليس كبير منك شخصيا و القرآن الكريم يقر بتحريف كتبهم !!!!!!!!! كلامك غير منطقي يا عزيزي , كلمات و مفردات معسولة مليئة بالمغالطات المنطقيه . تحياتي

    ردحذف
  7. بحث يقرأ فتشكر عليه وتبقى المسألة خلافية فقهية وشخصية كما قلت انت 👍

    ردحذف
  8. بحث يقرأ فتشكر عليه وتبقى المسألة خلافية فقهية وشخصية كما قلت انت 👍

    ردحذف
  9. العقل نعمه تذكر الدال علي الخير كفاعله والدال علي الشر كفاعله وانت واضح من كلامك انك تبحث عن شي وكلامك فيه جراه كبيره لايجري علي من في قلبه مخافه من الله والله اعلم سبحان الله والحمد الله والله اكبر

    ردحذف
  10. العقل نعمه تذكر الدال علي الخير كفاعله والدال علي الشر كفاعله وانت واضح من كلامك انك تبحث عن شي وكلامك فيه جراه كبيره لايجري علي من في قلبه مخافه من الله والله اعلم سبحان الله والحمد الله والله اكبر

    ردحذف
  11. بسم الله الرحمن الرحيم
    أولا أنك دائما تسترسل في الحديث ولا تذكر اسم الله وتحمده فهذه دلالة واضحة على ما أنت عليه من زلل.
    ثانياً تفسيرك للقرآن مستخلص منه ما ينفعك ولم تتطرق لقوله تعالى:(وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) هذه الآية تقمع كل من شكك في حرمة الخمر وما شابه.
    ثالثاً تذكر أنك مسئول أمام الله ولديك رقيب وعتيد فتذكر أنك إن وقعت في زلل وأتبعك الناس فستأثم وتوزر.
    هذا والسلام

    ردحذف
  12. بسم الله الرحمن الرحيم
    أولا أنك دائما تسترسل في الحديث ولا تذكر اسم الله وتحمده فهذه دلالة واضحة على ما أنت عليه من زلل.
    ثانياً تفسيرك للقرآن مستخلص منه ما ينفعك ولم تتطرق لقوله تعالى:(وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) هذه الآية تقمع كل من شكك في حرمة الخمر وما شابه.
    ثالثاً تذكر أنك مسئول أمام الله ولديك رقيب وعتيد فتذكر أنك إن وقعت في زلل وأتبعك الناس فستأثم وتوزر.
    هذا والسلام

    ردحذف
  13. لحطة
    هذا الحديث من أحاديث الآداب ، ومقصودُهُ : الندبُ إلى تخمير الإناء : بمعنى تغطيتِهِ .. ولهذا بَوّبَ عليه البخاري : ( باب تغطية الإناء ) 0
    ومعنى قولِهِ : " ألا خَمّرتَه ولو أن تعرض عليه عودا " :
    أنّهُ يُشرَع تغطية الإناء ولو أن يَضعَ الإنسان فوقه عُوداً معروضاً .. أي على هيئة العَرض ..
    قال في " فيض القدير " (1/423) :
    (والمراد وإن لم يغطه فلا أقل من ذلك أو إن فقدتم ما يغطيه فافعلوا المقدور ولو أن تجعل عليه عودا بالعرض وقيل المعنى اجعلوا بين الشيطان وبين آنيتكم حاجزا ولو من علامة تدل على القصد إليه وإن لم يستول الستر عليه فإنها كافية مع ذكره عاصمة بقضاء الله وأمره وقد عمل بعضهم بالسنة فأصبح والأفعى ملتفة على العود ) .

    ردحذف
  14. خلط غريب أتيت بقوله تعالى (إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان ...)الآية
    الخمر والميسر في مستوى الحرام والأنصاب والأزلام في مستوى الشرك فالميسر لم تشير إلى حكمه والأنصاب والأزلام أشرت لحكمها هل هو لسبب ألا ينخرم مابنيت أتقي الله يارجل ثم أكدت أن الخمر حلال عند الشرائع السماوية وحاولت الخلط فجئت بالكفار والملحدين حتى تثبت صحة ماذهبت يارجل والعجب أنك أخذت موضوع التخمير في حديث النبي صلى الله عليه وسلم بمعنى الخمر والمراد تغطية الإناء بالراحة ياموحد لا تخلط وموضوع الجلد للصحابي كأنه ليس بحد من حدود الله وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بحده ،لولا أنه حد ماصار زي الزني فيه الجلد في القرآن فلا يقام الحد إلا لمحرّم فهون عليك عزيزي

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا لتعليقك أخي أحمد ..
      لقد أشرنا إلى حكم الميسر والأنصاب والأزلام بتفصيل مستقل في منتصف المقال .. فلعله الإستعجال ولذلك نقول هون عليك ..

      إن الميسر والأنصاب والأزلام منهيٌ عنها٫ لآنها رجس (أي مختلطة، فيها الحلال وفيها الحرام) ..

      أولا، الميسر رجس لأن فيه حرام (القمار أو اللعب على مال يهب للفائز ويحرم الخاسر حسب حظهمها) وهي أيضاً حلال لأنها مجرد لعبة فاليانصيب (Lottery) والروليت والبينجو وغيرها ألعاب لا ضرر منها ولا تولد العداوة والبغضاء.

      ثانياً، النُصُب، وهي بذاتها ليست محرمة كالنصب التذكارية على شكل بناء أو تمثال، يُشيد لتخليد ذكرى شخص له فضل على الإنسانية وكذلك النصب القومية في الأماكن التي لها أهمية تاريخية ووطنية وعلمية . كما نلاحظ أن غالبية الأنصاب او النصب التذكارية في العالم لا تعبد من دون الله. بالتالي نفهم لماذا لم يحرمها الله على الإطلاق. ولكن تقديسها أو الذبح عليها هو المحرم لأنها جهالة وتعلق بشئ لا ينفع ولا يضر. ولذلك ورد التحريم في سورة المائدة الأية الثالثة بشكل مفصل للأنصاب (وما ذبح على النصب) فقال تعالى {حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة .......... وما ذبح على النصب}

      نأتي لثالثاً، الأزلام (السهام) فحرامها هو الاستقسام بها وليس بذاتها (الاستقسام هو معرفة ما قسمه لك القدر أو الحظ) وهذا من الجهل. فبدلا من ذلك يجب أن نقوم بدراسة القرارات ومعاملات الخطورة وتمحيصها لمعرفة المآلات والتبعات تمحيصا علمياً لكل قرار.




      شكرا لمرورك

      حذف
  15. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  16. أخي العزيز. اعرض بحثك على الشيخ محمد الحسن ولد الددو. شيخ مستقل بذاته لايتبع لأي مؤسسة راح يفيدك كثير في بحثك ويفيدنا

    ردحذف
  17. فاجتنبوه ومنتهون يعني التحريم مو شرط كل صياغة المحرمات تكون ب حرم عليكم اللغة العربية واسعة ومفرداتها كثيرة المهم المعنى والله سبحان وتعالى يعرف تعلق الناس بالخمرة فأراد تحريمها بالتدريج فبدأ بأن بها اثم كبير ثم قيدها بعدم شربها وقت الصلاة والمسلمون يصلون على مدار اليوم فحصر وقتها بالليل الى الفجر ثم حرمها قطعيا حينما قال فاجتبوه .

    ردحذف
  18. قال فما خطبك ياسامري ( 95 ) قال بصرت بما لم يبصروا به فقبضت قبضة من أثر الرسول فنبذتها وكذلك سولت لي نفسي ( 96 ) قال فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس وإن لك موعدا لن تخلفه وانظر إلى إلهك الذي ظلت عليه عاكفا لنحرقنه ثم لننسفنه في اليم نسفا ( 97 ) إنما إلهكم الله الذي لا إله إلا هو وسع كل شيء علما ( 98

    اولا حتى لا يحدث في نفسك اني اعنيك بالسامري حاشا وكلا ولكني اريد توضيح شيء

    ساحاول تفسير الايات السابقة على قدر معرفتي دون الرجوع للتفاسير
    وهي الاتي

    الكلمات اولا وبصفتك ضليعا في اللغة لن افصل فانت اعلم مني بالمعنى كما الاحظ عليك


    الكلمات :
    خطب بصرت قبضت اثرالرسول نبذتها
    سولت لي نفسي


    ما فهمته من الايات انا


    خطب= الشي العظيم مفرد خطوب وعادة الخطوب اذا كثر القيل والقال وتقال للحرب احيانا كناية


    بصرت= الرجل يقول انه افضل من اللي خرجوا مع موسى
    والدليل انهم اتبعوه اي ان بصيرته اهدته وهذا قمة الغرور منه في مخاطبة موسى عليه السلام


    قبضت = معروف الشيء القليل بالكف

    فنبذتها= يعني الرجال اخذ شوي من الدين وما عجبه ورماه

    اثر الرسول = دين موسى عليه السلام قبض منه قبضه وما عجبته فرماها بعيدا عنه
    سولت= الرجال نفسه المغروره ببصيرته اللي سبق وشرحتها لك زينت له اللي سواه فصنع لهم العجل


    المهم العقوبه وش كانت ان قال له موسى
    قال فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول..
    ونقف بعدها اذا اردنا التفسير يعني قل ما تريد
    لن يمسك شي لا مساس





    المهم الخلاصة ما ودي اطول

    ان الرجال اعتمد على بصيرته وليس على اثر الرسول المقصود بالرسول موسى عليه السلام والاثر دينه مسلما بما جاء

    ونفسه زينت له واجتمع عليه مرضين الغرور والنفس الامارة بالسوء

    اضافة انه لم ياخذ من الدين الا قبضه يسيرة وحكم بها على باقي دين موسى

    وفوق هذا كان زاهد في هالقبضه ونبذها واتجه الى صناعة العجل وضل واضل


    عاد انا عامي اقرا القران واعتمد على لغتي ولهجتي وفهمي للكلمات من واقع ما اعرفه من لهجتي
    وهي عربية صرفة وافسر بها المعاني اللي اوردتها من واقع لهجتي افهم بها القران

    حتى كلمت سولت في لهجتي يعني تسائلت بيني وبين نفسي وجاوبت واعجبت بالجواب

    سؤال تنطق سوال واضافة التاء وحذف الف العله اجدها كثيرا في لهجتنا وانت اعلم
    وهي قد تكون قاعدة سائده


    وانت ازدي وانا ازدي



    واسال الله لي ولك الهداية ولجميع المسلمين

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا لك آخي الناصح الكريم ..
      آعجبت بمنطقك كثيرا وأسآل الله آن يرشدني سواء السبيل وأن لا أكون سامري هذه الأمة.
      دمت بود.

      حذف
    2. ماشاء الله على حسن أسلوبك ومنطقك. مع تحياتي وأعجابي ^_^

      حذف
  19. مدام الموضوع كذا يالويس انا بقوم اسوي نبيذ عنب واخمره واشرب منه قليلا فقط شكرااا

    ردحذف
  20. ربما لست باحثاً ولا متعمقاً ، ولكن كم من آية في القرآن تفيد أنه مفصل تفصيلاً ، وفيه من كل مثل ، وتبياناً لكل شيء ، وما فرطنا في الكتاب من شيء ، وغيرها الكثير يثبت لنا بأن كل ما نريد تبيانه وتفصيله هو في القرآن ، فما حاجتنا لكل ذلك الموروث وتلك الاحاديث التي يصل عددها بالآلاف ، ألا تظنون بأن هؤلاء المهنة تكلموا في الدين أكثر مما تكلم به الأنبياء ؟!!!!!.

    ردحذف
  21. بحث محترم..
    ما اتعب المسلمين الا فقه من يسمون بفقهاء السلف.. احالو حياتنا الي كتلة من التشدد والتعصب حتي صارت الشخصي المسلمون نموزج الانسان المضطرب الذي يعيش صراعا يوميا مع مايرغب وما سيوبقه ويدخلهم جهنم و بئس المصير.

    ردحذف
  22. بحث محترم..
    ما اتعب المسلمين الا فقه من يسمون بفقهاء السلف.. احالو حياتنا الي كتلة من التشدد والتعصب حتي صارت الشخصي المسلمون نموزج الانسان المضطرب الذي يعيش صراعا يوميا مع مايرغب وما سيوبقه ويدخلهم جهنم و بئس المصير.

    ردحذف
  23. ربما الروايات التي أوردتها عن استعمال الرسول للخمر حدثت قبل النهي عنه

    ردحذف
    الردود
    1. الرسول صل الله عليه واله معصوم عن الخطأ والدليل قوله تعالى (ماينطق عن الهوى) (وإنك لعلى خلق عظيم) يعني مستحيل يقول أو يفعل شيء قبيح ويقول صل الله عليه وآله (ادبني ربي فأحسن تأديبي)

      حذف

  24. This is a wonderful work we wish you success and excellence and thank you

    شركة شام للخدمات المنزليه هي من افضل الشركات التي تعمل في مجال الخدمات المنزليه وذلك بسبب امتلاكها للعديد من عناصر التميز مثل الايدي العامله المدربه صاحبة الخبره العاليه في هذا المجال وايضا التقنيات الحديثه التي تستخدمها الشركة في تنفيذ ما تقدمه من خدمات , ومن الخدمات التي تسعد شركة شام بتقديمها لعملائها الكرام مايلي

    شركة عزل اسطح بالدمام
    شركة تنظيف مسابح بالدمام
    شركة صيانة مسابح بالدمام
    شركة مكافحة حشرات بالدمام
    شركة تنظيف سجاد بالدمام


    ردحذف
  25. ماذا عن حديث (ما اسكر كثيره فقليله حرام)؟!

    ردحذف
  26. قولك ( أن الغضب يولد سَكرة مماثلة ونتائجها كخطورة سَكرة الخمر وأكثر فهل الغضب حرام!! )
    اسقاط غير موفق كون الغضب ردة فعل لفعل وغالبا انها لا إراديه عكس شرب الخمر انه باراده كامله من شاربه


    ردحذف
  27. حديث نبوى (ما أسكر كثيره فقليله حرام)

    ردحذف