الخميس، 18 يونيو 2015

الجاثوم .. (اضطراب في النوم أم شيطان الباتيبات)؟




الجاثوم .. (اضطراب في النوم أم شيطان الباتيبات)؟

الجاثوم أو الجافون أو أبي لبيد هي تجربة مزعجة تحدث للنائم وتتلخص في عدم القدرة على الحركة او الكلام أو إحداث ردة فعل معينة. وبما أنه أمر قد يحدث لأي إنسان منذ قديم الازل فقد عرفته ثقافات على مر العصور وفسرته الأديان و  المجتمعات غالبا على أنه شيطان أو جان !!

ففى التراث الكنسي القديم ان الجاثوم كان ملاكا طُرد من الفردوس بسبب شهوته الزائدة وأحيانا يتخذ شكل رجل معروف للمرأة !! وهذه الأسطورة مشابهة تقريباً للخرافة الصينية التي تدعي ان الجاثوم شيطان يتخذ شكل عاشق ذكر ويغتصب النساء أثناء نومهن.
في علم الشياطين (Demonology) ذكر الجاثوم ضمن أكثر الشياطين شيوعا لدى البشر ويسمى (باتيبات-  Bangungot / Batibat). وفي الحقيقة أن الأبحاث العلمية قد أشارت انه لا يوجد فروقات ذات دلالة إحصائية بين الجنسين للحالات التي سجلت تجربة كابوس الجاثوم. و تفسر هذه الظاهرة في علم النفس على أنها شلل مؤقت يصيب الجسم وقت النوم وتسمى علمياّ بالشلل النومي Sleep Paralysis)). وقد أظهرت الدراسات بأن 2% من الناس يتعرضون لشلل النوم على الأقل مرة في الشهر و قد يصيب أي مرحلة عمرية،  فيما يتعرض ما نسبته 12% من الناس لهذه الأعراض خلال طفولتهم.


من الثابت علمياً أيضاً .. أن النوم يتكون من عدة مراحل أحد هذه المراحل تسمى مرحلة (حركةالعين السريعة – Rapid Eye Movement) وتحدث الأحلام غالباً خلال هذه المرحلة.
يدخل النائم في مرحلة ال(REM)  لأكثر من مرة، الأولى تكون قصيرة جدا في بداية الدخول إلى النوم (وقد لا يمر بها الغالبية)
ولكن إن حدث و مرّ الشخص في هذه المرحلة (REM-1) الأولى القصيرة يحدث كابوس الوقوع أو السقوط من مكان مرتفع!!
أما كابوس الجاثوم فقد يحدث في إحدى مراحل (REM) الأخرى (موضحة باللون الاصفر ) التي تتزايد في مدتها في كل مره نعود فيها إلى مرحلة  (REM).

إجمالاً، خلال وقت النوم تكون عضلات الإنسان اللارادية في حالة ارتخاء تام (شلل نسبي) ما عدى عضلات العينين!! وهذه الآلية تحمينا من تنفيذ أحلامنا!!
فلو رأيت في نومك أنك تجري هلعاً فإن آلية ارتخاء العضلات تضمن لك بقاؤك في سريرك!!
المعروف أن هذه الآلية تنتهي بمجرد انتقالك بين مراحل النوم أو حال استيقاظك ولكن قد يحدث الإستيقاض لغرض ما ولكن لا يحدث استيقاض كامل للدماغ مما يسبب لنا السرنمة أو حالة السير وقت النوم (إقرأ المقال المكتوب بهذا الشأن)
ولأنه لايمكن التخلص من آلية الارتخاء العضلي التي تميز مرحلة الحلم الواعي فقد يؤدي ذلك للشعور بالتوتر والرعب الشديد مع رؤية بعض الأطياف المزعجة .
قد يسأل البعض "ولكننا نرى أحلام نتخلص فيها من تلك الأشياء المرعبة" اقول ان ذلك يحدث في مرحلة الحلم اللاواعي ولكن الدماغ احتفظ بتلك الذاكرة. لكن خلال الشلل النومي(الجاثوم) نكون في مرحلة حلم واعي قريب من اليقظة وقد نسمع ما حولنا ولكننا مانزال نشعر بآلية الشلل. المطمئن.. أنه فى تاريخ هذه الظاهرة لم يثبت حدوث أي حالة وفاة خلال شلل النوم فالحجاب الحاجز لا يتأثر ويبقى التنفس طبيعي وكذلك مستوى الأوكسجين

الأسباب:
- أسباب جسدية بسبب الإرهاق والاعياء الشديد
- أسباب نفسيه وعاطفية
- تسبب بعض الأدوية والعقاقير أعراض جانبية مشابه للجاثوم كالكوابيس

العلاج:
في رأيي ان إبعادالاسباب كافٍ كعلاج وقائي ولكن أن حدث الشلل النامي(الجاثوم) فينصح بمحاولة تحريك عضلات الوجه وتحريك العينين من جهةإلى أخرى

خاتمة:
في غياب الحقيقة العلمية تستأسد الخرافة ويستغلها المشعوذين و رجال الدين أحياناً !! فلا علاقة بجاثومنا هذا لا بصلاة ولا بجنابة!!

نوماً هانئاً بلا جواثيم


هناك 6 تعليقات:

  1. ششكرا ..عرفة شيء كنت اجهله..،

    ردحذف
  2. أستفدت كثيرا مشكور يا استاذ

    ردحذف
  3. معلومة في غاية الأهمية شكرآ من كل قلبي

    ردحذف
  4. معلومة في غاية الأهمية شكرآ من كل قلبي

    ردحذف
  5. أنا من الناس اللي يجيني الجاثوم كثير وطبعا غير مؤمن بأنه شيطان. لكن يكون مزعج جدا ويتهيأ لك أحيانًا أنك ستموت ولاينفك عنك حتى تسمع صوت قوي او ان احد يحرك جسدك لإيقاظك. جربت الآذان والمعوذات بدون جدوى. لكن أقسم بالله العظيم أن آية الكرسي لها تأثير غرييب على الجاثوم بمجرد اقرأها مره او مرتين الا وينفك طبعآ مازلت غير مؤمن بأنه شيطان. ولكن مؤمن بتأثير كلام الله سبحانه وتعالى على كل شيء حتى وإن كان شلل النوم

    ردحذف