توالت تجاذبات عدة
خلال العقدين الماضيين بين حرية الرأي والتعبير وحرمة إزدراء الأديان ورموزه
المقدسة. ولعل اخر تلك التجاذبات ما صدر من الصحيفة الفرنسية شارلي إيبدو من
رسوم كاريكاتوريه تسيءللرسول وما تبعه من هجوم مسلح على الصحيفة.
وللانصاف فإن صحيفة
شارلي إيبدو وبحكم توجهها اليساري لطالما وقفت مع الشعوب المقهورة ضد اليمين
المتطرف العنصري في فرنسا وتحديدا
مع العرب في وجه الظلم الاسرائيلي. وقد سبق للصحيفة الفرنسية أن تناولت
بالسخرية ذاتها كل المعتقدات والأديان بما فيها اليهودية والمسيحية والبوذية ولم
تجد رد فعل بتلك الطريقة.
أيضاً سبق للصحيفة الفرنسية "شارلي ايبدو"
أن خرجت لنا بكاركاتير يظهر فيه التطرف وهو ينحر الإسلام في صورة النبي
الكريم وهي إشارة لقيام عصابات التطرف بنحر سماحة
الدين. إن صحيفة شارلي ايبدو تتبع هذا الأسلوب ضمن حرية الرأي التي
تسمح لها بالنقد على ألا تتجاوز القانون الفرنسي الذي يضمن للاعلام حرية لا نفقهها
نحن
صحيح أن الصحيفة قد
أساءت للنبي الكريم ولكن،، لنكن صادقين مع تراثنا الذي صاغته ادبيات الفكر
التراثي لسلفنا الصالح ،، فكل تلك الرسومات التي أساءت للرسول لم تأت من فراغ بل كان مما
افتراه المحدثون عن رسول الله وما كرره فقهاؤنا الافاضل عن الرسول الكريم (كارضاع
الكبير وأنه كان يأتي زوجاته في ساعة من نهار أو ليلة فصوروه كبطل في الجنس وهناك
كثير من اﻷمثلة حول ذلك)، بحيث سهلنا على الآخرين السخرية منه، فرسموه من خلال ذلك
التراث وتلك الادبيات ولم يأت الغرب بجديد أو ما هو غريب عنا، فنحن من نقمع حريات
الاخرين ونحن من نشهر سيوفنا بوجه من يخالفنا الرأي، ونحن من نقتل الناس في سبيل
الجنة وحورياتها.
ان من يدعي أن الغرب
يعامل المسلمين بعنصرية للأسف لم يكن منصفاً فنحن من نغذي الكراهية ضد الغير ومن
يشرعن للاستبداد ويرسخ العنصرية العرقية والجنسية والمذهبية. فكانت ردة الفعل
الارهابية نتيجة طبيعية للتعبئة المستمرة في كراهية الاخر من خلال منابر المساجد
التي سُلمت للمتطرفين والذين مارسوا من خلالها ابشع مظاهر الاقصاء والعداء ونبذ الغير
و كل ما هو جديد ومختلف.
أما كتاب الله فيقول
(وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا
معهم حتى يخوضوا في حديث غيره ولم يقل لنا "اقتلوهم"!!
بل يذكر لنا في
كتابه الكريم قول المستهزئين فيه تعالي بأنه فقير وأنه بخيل (تعالى عما يصفون علوا
كبيرا) (لقد سمع الله قول
الذين قالوا ان الله فقير ونحن اغنياء سنكتب ما قالوا وقتلهم الانبياء بغير حق
ونقول ذوقوا عذاب الحريق) (وقالت
اليهود يد الله مغلولة غلت ايديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف
يشاء ) نرى هنا ان الله يرد
في كتابه الكريم عنه نفسه ولم يشرع قانونا ارضيا نطبقه نحن في حق المستهزئين
بقتلهم او قمع حرياتهم وكأنه في ذكره لسخريتهم تسطيرا رائعا لحرية التعبير
والتقليل من شأن تلك السخرية ، وأنه في رده تعالى توجيه رباني بالرد اللفظي سواء
بسواء أو أن الله سيكفيناهم . كما نذكر أيضاً ان الله أورد في كتابه قول المشركين
في رسوله الكريم (وقال الكافرون هذا ساحر كذاب) وقالوا: ( بل هو شاعر ) !! بل
وصف الله تعالى في كتابه الكريم فِعل المشركين حال رؤيتهم لرسول الله صلى الله
عليه وسلم فقال: (وإذا رأوك إن يتخذونك إلا هزوا أهذا الذي بعث الله رسولا ) .
أيضا نلاحظ هنا انه
لم يكن التوجيه الرباني بالرد بعنف كما فعل الارهابيون بتحريض من دعاة العنف
الشيطاني بل كان الله مواسياً لرسوله الكريم حيث أمره بالصبر وأن لا يحزن مهما بلغ
مكرهم و أذاهم فقال تعالى : ( ولا تحزن عليهم ) ، ( ولا تكن في ضيق مما يمكرون ) (
قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين ) . بل يكفينا في ذلك قوله
تعالى (فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين * إنا كفيناك المستهزئين) وان في ذلك رد
مفحم لكل من يدعي وكالة إلهية من لدن الله ورسوله على الناس
لقد نسي هولاء
الارهابيون أن رسول الله الذي يدافعون عنه قد عفى عن أعدائه وهو في موقع
القوة؟ وهم الان يردون بجريمة ابشع من السخرية ليقدموا للناس الانموذج الاسلامي في
الرد على حرية الاخرين ولينفروهم من الاسلام الذي اصبح في نظر العالم دين شر وعداء
وكراهية .
إن ما لا يفقهه هولاء الارهابيون أن الحرية من كتاب الله هي قدس
الأقداس، بما فيها حرية الكلمة والرأي، والقضاء على الاستبداد بجميع أشكاله.
في الختام ..
لا نملك إلا أن نقدم
واجب العزاء في سمعة ديننا الاسلامي الحنيف قبل أن نقدمه لأهالي ضحايا الجريدة
الفرنسية
كلام سليم
ردحذفواقع نعيشة للاسف
ردحذفواقع نعيشة للاسف
ردحذفما فعلته الصحيفة امر لا يُغتفر (لا أقول بأنه عاقبته هي القتل) لكن لا يمكنني تقبله تحت مبدأ حرية الرأي عند الفرنسيين
ردحذفلكن كل كلامك صحيح, الله لم يأمر بقتل من يسخر منه و من آياته الكريمة, بل أمرنا بالابتعاد عنهم حتى يخوضوا في أمر آخر و لم يأمرنا حتى بقطع العلاقة معهم نهائياً
الرسول عليه الصلاة و السلام لم يقتل من خالفه كما تصور لنا القصص التاريخية المزيفة و المنسوبة له
لكن مع الأسف يا صاحب المدونة, استعد لتقي السب و الشتم من المسلمين الهمج اللذين يرون أن دين الاسلام لا ينتشر الا بالقتل و لن يبقى إلا بالقتل و لن تُحفظ كرامته إلا بالقتل
سيتهمونك بمحاولة إرضاء الكفار, سيتهمونك بعدم الغيرة على الرسول, سيتهمونك بأنك تملك العقلية اللتي جعلت العالم يتمادى في إهانة الاسلام
بمعنى آخر: سيتهمونك بكل ما يفعلونه هم ... فأفعالهم هي اللتي ينتظرها الكفار ليقولوا أن الاسلام دين شيطاني, و أفعالهم هي اللتي شوهت سمعة النبي اللذي يدعون أنهم يغارون عليه, و أفعالهم هي اللتي جعلت العالم يحارب الاسلام و يحصل على رخصة لقتل المسلمين تحت مسمى محاربة الارهاب
لكن شيء واحد سيبقى ثابتاً و هو أن هؤلاء المسلمين الهمج حين يتهمون شخصاً جاء بأدلة من القرآن بدون أن يردوا على الآيات اللتي ذكرها فهذا يعني أنهم يتهمون القرآن نفسه ...... و آسف على الإطالة
ممتن جداً لكل حرف كتبته
حذفدخلت لانتقد خرجت مطئطءرأسي خجلا
ردحذفأحسنت القول.
ردحذف