الجمعة، 10 أبريل 2015

يسألونك عن الغيرة ..!!


سألني أحدهم ..
بكل خجل وريبة ..

ماذا تعني لديك الغيرة !!

كان ذلك  تعليقا على موضوع ما كنت أدافع فيه عن وضع المرأة المزر في مجتمعنا السعودي .. وعن الرداء الأسود الذي جرت العادة على ارتدائة .. ومنه الى تغطية الوجه التي فسر بها البعض أيات الله في الحجاب خطئا ... ونحن بالبطع كقطيع الأغنام ننقاد  طواعية وبلا حول لنا ولا قوة .. صمٌ بكمٌ عمياناً لكل فتوى نجديه مقدسه !!

فالغيرة لدي وبكل بساطة تفاعل نفسي مركب من أربعة انفعالات ..
الغضب
والخوف
والحزن
و الإشمئزاز ..
وأعتبر علم النفس أن الحسد والحقد والرغبة في الانتقام من مظاهر الغيرة الشديدة .
و الجدير بالذكر أن الغيرة كسلوك نفسي يتأثر بثقافة وبيئة الإنسان والمجتمع المحيط به ..
وبهذا ينتج التفاوت فيما يستوجب الغيرة عند الجنسين ..
فمثلا الرجل الذي لا يسمح لزوجته أن تظهر "بلبس البحر" هو غيور بدرجة مرضية في الدول الاسكندنافية ...
وهذا يختلف تماما عن موجبات الغيرة في مجتمع "بريدة " مثلاً ..!!
بل ويتجلى التفاوت في ذات المجتمع والقطر نفسه كما هو الحال بين الباحة و جدة !! وما عليكم إلا التفكير بأمثلة أخرى من مجتمعنا حتى تكتمل الصورة .

وبطبيعة الحال  فالغيرة انفعال مكدر يشعر به كل إنسان عندما يدرك وجود من ينافسه على مكانة أو منصب أو حب شخص ...
ويدرك في الوقت نفسه أن حصول منافسه عليه سوف يحرمه أو يجعله مهدداً بالحرمان منه ...
ولذا أقول أحيانا عندما نقول "الغيرة على الوطن" فيختلف المفهوم لدينا عن تغيير المصطلح الى قولنا "الغيرة على العرض" !!

كما لا يفوتني أن أذكر أن (البيئة والحب و الثقة بالنفس) هما أبرز محاور الغيرة كدافع لمرض نفسي ..

لذلك هناك من علماء النفس من يصنف الغيرة على أنها مرض اجتماعي نفسي وهذا أقبله بشرط تحديد الطبيعي منه (Normality)لكل بيئة اجتماعية ..
ولذلك لا يمكن أن يصدر الحكم على شخص ما بأنه ليس بغيور على عرضه مثلا

(ديوث كما يقال) إلا بعد إستيفاء محاور الغيرة الأساسية عنده والتي ذكرناها آنفاً (البيئة والحب و الثقة بالنفس)

فلكلٍ مكتسباته الثقافية والإجتماعية .

دمتم بود ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق