الجمعة، 10 أبريل 2015

يا أهل الحديث .. دعونا نعمل العقل قليلا ....!!

كتاب الله .. المصدر الأول لا خلاف في ذلك ..
السنة النبوية المصدر الثانية ..
نتوقف هنا لنتساءل سوية ً  ..
هل لدينا كتاب من الله محفوظ يروي ما قاله نبيه الكريم  ؟؟
لا ننكر السنة و العياذ بالله ولكن عندما نقول السنة ماذا نقصد بها ؟؟
أعتقد نظرياً أننا في المذاهب الأربعة السنية نقصد ما أورده لنا البخاري ومسلم عن رسول الله ...
سؤالي ..
هل ما جمعه البخاري ومسلم اجتهاد بشر و عمل معرض للخطأ والصواب كما هو حال جمبع الأعمال البشرية أم هم معصومون من الخطأ ؟؟
ولكننا عندما نقول أن السنة أصل ثان من أصول التشريع الإسلامي للمسلمين .. يفترض بقولنا "المسلمون" أي هم السنة والشيعة على حد سواء.
فمفهوم السنة عند الشيعة يختلف ومصادرهم ايضا تحتلف فكما لدى السنة (البخاري) لدى الشيعة (الكافي)!!
ونفس السؤال يتكرر ..من هم علماء المسلمون ؟؟ وهل هناك شئ يسمى إجماع لعلماء المسلمين..؟؟
وكيف يكون هناك اجماع وقد اختلفوا على كيفية الأذان الذي كان يتكرر فعله في عهد رسول الله خمس مرات في اليوم؟
فهل يؤذن المسلمون كلهم الآن على طريقة واحدة ؟؟ فأين الإجماع إذا ؟؟
لذا يبقى المصدر الأساسي للتشريع الإسلامي هو كتاب الله الذي تعهد الله  لنا بحفظه .
قد يحتج البعض بالآية الكريمة في قوله تعالى (وأنزلنا اليك الذكر لتبين للناس مانزل إليهم وعلهم يتفكرون) "سورةالنحل44" وأن الرسول أتى مبينا لكتاب الله وبالتالي فإن السنة هي تبيان للقرآن !!
لذا .. ولكي نفهم الآية الكريمة لابد من تفنيد المصطلحات المذكورة بالآيه ومنها كلمة (لتبين) .
أخذ البعض قوله تعالى {لتبين للناس} على ظاهره وفهموا أن القرآن مفـتـقر إلى بيان ..
والمفتقر إلى البيان المجمل يلزمه بيان لتفصيله ..
ومن هنا فالبيان النبوي المفصِّـل مقدم على القرآن المجمل ..
وفهموا أن القياس في التشريع حجة .. لأن القياس في أصله رجوع إلى البيان النبوي المفصِّـل !!
حتى وصل إلى القول بأن البيان النبوي إضافة إلى كونه تفصيلاً لمجمل فهو تخصيص لعام وتقييد لمطلق!!
ثم وصلوا إلى القول بحاكمية الخبر النبوي على النص القرآني ونسخه له!!!
انتهاء بأخطر نتيجة يصل إليها عقل مؤمن هي أن القرآن أحوج إلى السنة من حاجة السنة إلى القرآن!! تعالى الله عما يقولون .
إن ما قاد إلى هذا كله هو التبيان والبيان فالأمر بالتبيين الوارد في آية النحل أمر بالإظهار والإبانة وعدم الكتمان.
وهذا أوضح من أن ينكره أحد بدلالة قوله تعالى:
ـ {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنْ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمْ اللَّهُ ويلعنهم اللاعنون} البقرة 159.
ـ {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ..} آل عمران 187.
ـ {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنْ الْكِتَابِ} المائدة 15.
فأمر الله رسوله بتبيان الرسالة وعدم كتمانها ..وإلا لماذا قال تعالى : {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} القيامة 18،19.
وقوله تعالى : {.. وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ..} النحل 89.
أما إذا كانوا يقصدون أن السنة مفصلة للكتاب فكيف يرد على قوله تعالى:
{الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ..} هود 1
ـ {أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمْ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا} الأنعام 114.
ـ {وَهَذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيمًا قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ} الأنعام 126.
وغيرها كثير أمام وصف محدد لا لبس فيه يصف به تعالى تنـزيله الحكيم بأنه مبين ظاهر للعيان وواضح مكشوف أمام الأبصار والبصائر ومفصل لكل شيء {ما فرطنا في الكتاب من شئ}
انكار السنة بالكلية ضلال كبير
و تقديم السنة أو العلماء أو حتى الإجماع على كتاب الله ضلال أكبر
ولو كان إجماع الناس حقا لكنا آمنا بما يؤمن يه غالبية سكان الأرض أن المسيح هو ابن الله !!
إن العودة لكتاب الله تعالى هو الحل الوحيد وفيه لـمّ لفرقة المسلمين ووحدتهم ..
وما طرح من اجتهادات سابقة يبقى لنا الدعاء لهم والاجتهاد كما اجتهدوا ..
وعلى هذا نسير في رأينا على أقوال الجميع ..
لا نجعل رأي أي كان رأي رسول معصوم ..
بل نخضع أقوال الجميع لكتاب الله ..
ولا نجعل أحد فوق الشرع ..
بل الكل وحتى العلماء والفقهاء والقضاة الأولون و الآخرون محكومون جميعاً بكتاب الله..
لا نســلـم لأحد رقابنا (وهذه قضية جنـة و نـــار)
كل يؤخذ من قوله ويرد ..
وكل يستدل لـــقوله لا بقوله..
وكل لم ينزل من السماء..
وكل مأمور بالرجوع إلى الأدلة الشرعية ..
لا إلى أقوال الرجال..
هذه هي السلفية الحق .
وهذه القواعد يجب أن تطبق على الجميع .. لاويجب أن يحترمها ويلتزم بها الجميع..
وأن نقد أخطاء العلماء يكون مع الاحتفاظ لهم بمحبتهم والدعاء لهم وتقدير جهودهم ...
فلا تناقض بين الأمرين إلا على المغالين من الطرفين...
فمن رأى أن حبنا لهم يمنع من نقدنا لهم فهو مغالٍ فيهم ...
ومن رأى أن نقدنا لهم يمنع من حبنا لهم فهو مغالٍ ضدهم ...
فالحب والنقد ..والتقدير والمؤاخذة ..
كل هذا يسير بلا تناقض ولا طغيان طرف على آخر..
ومن لم يعقل هذا فلن ينتفع بحوار ولا جدال ولا برهان ..

لأن هذه من أساسيات العلم والإنصاف..

هناك تعليق واحد:

  1. مقال جميل كصاحبه , كيف نقدم حديث يقال انه للرسول حفظه بشر وانتقل من بشر لبشر منذ 1400 سنه على كتاب حفظه الله اين عقولكم, لكن تعرف اظن وبعض الظن اثم ان التاليف على الحديث لصالح حاكم او مسؤل ودسه وختمه بصفة حديث ينسب للرسول سهل جدا ومفيد لمن اشتروا بايات الله ثمناً قليلاً واظنه هكذا بدء التوجه لصالح الحديث وتقديمه عالقران, انها سياسيه بكل بساطه , بالنسبه لي ان عرض علي حديث اقارنه بالقران والعلم وان اختلف معهما رفضته مهما كانت صحته , ختاما لكلامي اقول ما قاله صل الله عليه وسلم أتدرون ما ضل الأمم قبلكم الا بما اكتتبـوا مـن الكتب مع كتاب االله تعالى

    ردحذف